واقعة مثيرة، شقيقان اختفيا بسبب الخوف، أكبرهما 12 عامًا، والصغيرة 10 أعوام، وسط دموع لم تنقطع من لوعة الفراق وغموض الواقعة أمام والديهما طيلة خمسة أيام كانت مدة تغيب الطفلين الشقيقين حتى عودتهما من جديد إلى منزل أسرتهما.

كعادتها أيقظت الأم طفليها في الصباح الباكر في الدراسة، وخلال دقائق استعد الصغيران لمغادرة المنزل كما اعتادا في طريقهما إلى مدرستهما التي تبعُد دقائق ليست بالطويلة عن منزل الأسرة بنطاق ودائرة مركز شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية، ست ساعات كانت المدة الفاصلة بين ذهاب الطفلين إلى مدرستهما وموعد عودتهما كعادة كل يوم عقب انتهاء اليوم الدراسي، لكن الثانية عشرة أصبحت تمام الثانية ظهرًا والطفلان لم يعودا أو حتى يحدث ما يطمئن والدتهما، حتى اتصلت الأم برب الأسرة وبدأ يبحث الاثنان عن فلذات أكبادهما، وفي المدرسة أكد المسؤولون هناك على أن الطفلين لم يحضرا إلى المدرسة منذ بداية اليوم.

على الفور قام والد الطفلين بتحرير محضر في مركز شرطة بلبيس باختفاء الطفلين، وأنهما لم يذهبا من الأساس إلى المدرسة، وبالتحري تبين أن آخر مشاهدة للطفلين كانا خلالها رفقة اثنين من أقرانهما، بينهما زميل لهما بالمدرسة، وبسؤال الطفلين أقرا بأنهم الأربعة جميعًا كانوا في طريقهم للهو بمدينة الزقازيق، وأنهم استقلوا القطار في سبيل ذلك، لكنهما أوضحا كذلك أنهم فور انتهاء لعبهم عادوا إلى بيوت أسرهم، في الوقت الذي لم يعُد محمد وعلا إلى منزل أسرتهما.

على جانب آخر، في اليوم التالي لاختفاء الطفلين، فوجئ أحد أهالي منطقة سموحة بمحافظة الإسكندرية، ويُدعى العم محمد بدر، يعمل في إدارة شرق الإسكندرية التعليمية، بالطفلين يرتديان ملابس بالية فيما يلبس الفتى بلوزة كان من المفترض أن ترتديها شقيقته، في حال اهتز قلب الرجل لها وذهب إلى الطفلين عسى أن يجد إجابةً لتساؤلات عديدة في ذهنه.

استقبل الحاج محمد الطفلين في منزله لمدة خمسة أيام، وأخبره الطفل في البداية بأن والدهما متوفى وأنهما من طنطا وقد ضلا طريقهما إلى محافظة الإسكندرية، إلا أن الرجل كان يشك في أقوال الطفلين، لكنه آواهما وظل بين الوقت والآخر يبحث عن شيء لا يعرف ماهيته أو كنهه.

أحضر الحاج محمد ملابس جديدة للطفلين وبمرور الساعات حاز ثقتهما وحبهما حتى كانت المفاجأة السارة فجر يوم الثلاثاء، حين استيقظ الرجل وتوضأ لصلاة الفجر ليفاجأ بالطفلة علا وقد خرجت عن صمتها للمرة الأولى وطلبت أن تتوضأ لتُصلي خلفه، وما إن انتهت الصلاة، وتبدأ الفتاة برسم بضعة أشكال وأرقام، وحين انتبه الرجل وابنته تفاجأ الاثنان بوجود رقم متكرر كما لو كانت الطفلة تحفظه عن ظهر قلب، ليتبين في النهاية أن الرقم رقم هاتف والدها لكن الفتاة ببراءة كانت قد كتبته مرارًا من اليمين إلى اليسار.

اتصل العم محمد بوالد الطفلين، الذي أسرع وهو قلق على طفليه بالسؤال عنهما، قبل أن يؤكد له العثور على الطفلين وأنهما في منزله، ليدخل الأب في نوبة من الفرح وظل يدعو الله ويحمده، وشكر الحاج محمد لما قام به، فيما طالب محمد والد الطفلين بأن يحضر لتسلمهما رفقة رجال الأمن بمركز شرطة بلبيس؛ بعدما تأكد من صدق حديثه وتحرير محضر رسمي بواقعة اختفاء الطفلين.

أسرع الأب رفقة رجال الأمن إلى منزل الرجل بمحافظة الإسكندرية، وهناك ارتمى الطفلان في أحضانه، قبل أن يعود رغبتهما إلى محافظة الشرقية مع الثانية فجر الأربعاء، وفور الوصول تحول الشارع الذي يقيمان فيه إلى حال من السعادة والفرحة.

وقال الطفل محمد وشقيقته إنهما استقلا القطار خشية غضب والدهما بعدما وجدا باب المدرسة قد أُغلق، وأن ما حدث كان غلطة لن تتكرر أو يفعلها هو وشقيقته مرة أخرى.

اقرأ أيضًا..

جريمة ذئب بشري.. خطف مريضة نفسيًّا واغتصبها في الحي الشعبي

 

تجديد حبس صاحب محل "صور" الفتيات أثناء تغيير ملابسهن في زفتى