د. غادة واكد تكتب: هى وتفاصيلها

شهر رمضان الخير والبركه والرحمة، شهر العبادة والدعاء والتواصل.

كل من حضر هذا الشهر الفضيل خارج حدود مصر لم يشعر بأجوائه وروحانياته وهذا ما يفسر تعلقنا بأغنية حسين الجاسمى "رمضان فى مصر حاجه تانيه.. والسر فى التفاصيل"، وهذه التفاصيل لن تتم ولن تكون دون وجود ست البيت المصرية.

ليس تحيزاً ولا مجاملة، فهى من تغنى لأبنائها أغانى رمضان ويحفظونها من تكرارها، وهى من تعد مكان خاص فى المنزل لصلاة التراويح.

أما الترتيب للدخول فى هذا الشهر يبدأ معها بمده كبيره، تحضيرات للطعام متنوعة ومختلفة، أصناف تقليدية وصعبه تأخذ منها وقت وجهد فى تحضيرها لسهولة إعدادها، وأصناف جديدة تعلمتها من القنوات المتخصصة فى الطهى أو من تجارب صديقاتها وقريباتها.

لا يقتصر تحضيراتها على تخزين وتفريز الأطعمة، بل لها دور فى إشاعة جو من البهجة والاحساس بالأجواء الرمضانية من تعليق زينة وفوانيس وأنوار ومفروشات، وبمجرد دخول منزلها تشعر أنك فى خيمه رمضانية وكأن قلبك يدق من الفرحة والسعادة الرمضانية.

هى لا تنسى بالطبع شراء مكونات الخشاف من تين ومشمشية وقراصيا وبلح ومكسرات، لتكتمل الملامح والتفاصيل.

الأمر لا يتوقف عند الأغانى والطعام، بل تقوم بتجهيز الاسدال أو العباءة لاستقبال الضيوف فى العزومات أو الزيارات أو للصلاة.

تفاصيل مراهقه فعلياً .. ولكن الأمر يبدو جميل ونهايته أجمل، برغم تحملها مجهود زائد وضغط فى الوقت والجهد والتكاليف والصحه، بلا شكوى أو ملل، ومع كل يوم ينقضى من رمضان تشعر بالحنين للأيام الفائته مع اقتراب أيامه من الانتهاء وتتمنى رجوعها أو توقف الزمن فى هذا الشهر لعدة شهور!

هى وتفاصيلها تسعدها وتسعد من حولها وتزيد الايام جمال، تتهيأ فيه وأسرتها فى ثلاثين يوم للصيام والقيام والقرآن والذكر والتلاوة والعشر الأواخر وليلة القدر.

بوركت أيامكم وغفر الله ذنوبكم، وكتبكم الله من عتقائه من النار، أعاده الله عليكم أعوام عديدة بكل خير وصحة وسلام وأمان.