الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

المرأة «الناشز» بين حكم الدين وعقوبة القانون.. متخصصون يجيبون

السبت 09/يناير/2021 - 06:49 م
هير نيوز


«الزوجة الناشز»، مصطلح يتردد منذ عشرات السنين، لكن البعض في مجتمعنا لا يعرف معناه، أو صفات الزوجة الناشز، ولا حقوقها.

موقع «هير نيوز»، يسلط الضوء على« الزوجة الناشز»، ماهي؟، وكيف يتم مواجهتها؟، وماهي حقوقها؟، من خلال متخصصين في القانون وعلم النفس.

ماهي المرأة الناشز؟

وفقًا لدار الإفتاء المصرية فإن المرأة الناشز، كما ذكر الله تعالى في كتابه: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا»، والنشوز هو خروج الزوجة عن الطاعة الواجبة للزوج، ومن صور النشوز خروج الزوجة بغير إذن زوجها لغير حاجة، وإغلاق المرأة الباب في وجه زوجها، وعدم فتحها الباب له ليدخل، وذلك مع منعه من فتح الباب، وكذلك حبس الزوج يعتبر من النشوز.

وتكون المرأة ناشزًا بمنعها الزوج من الاستمتاع بها حيث لا عذر، أو منعه من ذلك تدلُّلًا، قال الإمام الطبري في "تفسيره": "نشوزهن" يعني استعلاءَهن على أزواجهن، وارتفاعهن عن فُرُشهم بالمعصية منهن، والخلاف عليهم فيما لزمهنَّ طاعتهم فيه، بُغضًا منهن وإعراضًا عنهم.

ومن جانبه قال المحامي رائد نوفل، المتخصص في قضايا الأسرة، إن امتناع المرأة عن معاشرة زوجها يعدّ نشوزًا، فلا يحل للمرأة أن تمتنع عن إجابة دعوة زوجها للفراش بأيّ حالٍ كان، إلّا إن كانت مريضةً أو بها عذر شرعي، كما أنه لايجب أن تنفره من المعاشرة بأيّ شكلٍ كان، فكل ذلك يعدّ من النشوز.

وأضاف، إن المرأة الناشز هي التي تعصي زوجها وتمتنع عن إطاعته فيما يأمر به، كخدمته والقيام على مصالحه وتربية الأبناء، كما أنها هي التي تتمتع بسوء العشرة في التعامل مع الزوج.

وتابع "نوفل"، إذا امتنعت المرأة عن حقوق زوجها بدون عذر، فإنها تكون ناشزًا وفق ما تنص عليه المادة رقم 6 من قانون الأحوال الشخصية، وأنه حال صدور حكم النشوز يجعل الزوجة في موقف المخالفة للقانون ويسقط حقها في نفقة العدة والمتعة، ويحق للزوج استرداد ما أداه من مهر ومتاع إذا ما تم تفريقها بحكم قضائي، كونه يثبت أن الخطأ كله من جانب الزوجة .

واستطرد "نوفل"، وللنشوز شروط وهي صدور حكم قضائي، لكن تتقاضي نفقة أولادها، ولا يجوز اعتبار الزوجة ناشزاً إلا بعد صدور قرار من المحكمة، وتبدأ القصة بتوجيه إنذار رسمي على يد محضر للزوجة يخطر فيه الزوج زوجته بأن تدخل في عصمته وتكف عن « النشوز»، ثم ينتظر الميعاد القانوني للاعتراض على هذا الإنذار قبل تحريك دعوى إثبات النشوز.

رأي علم النفس 

الدكتورة فاتن قنصوة، أستاذ علم النفس بكلية الآداب، قالت: إن هناك طرق كثيرة للتعامل مع الزوجة الناشز، أولها معرفة إذا كانت تعاني من أي أمراض نفسية أم لا، فهناك الكثير من الزوجات تعانين من أمراض نفسية ما يجعلها تكون« ناشزًا»، فضلًا عن توجيه النصح والإرشاد أولاً من قبل الزوج والمقربين.

وأضافت، أنه يجب تثقيف المرأة دينيًا، وتعريفها حكم الدين في الناشز، والعقاب المترتب على عدم طاعة الزوج والاتجاه للنشوز، وأنه لا يجب عليه ضربها أو تعنيفها، بل هناك مراحل، منها أن يهجرها حتى تعود، أو يتركها حال رغبتها في عدم العودة.

وتابعت "فاتن"، أن هناك الكثير من الرجال يستغلون عدم طاعة الزوجة ويطلبونها في بيت الطاعة ويتهمونها بالنشوز، ومنهن زوجات مريضات مثلًا، أو بينهم مشاكل زوجية تستحيل العشرة معها، فالمرأة نفسيًا تتأثر بالمشاكل أكثر من غيرها، وبعضهن لا يستطعن التغلب عليها.