الملك تشارلز يستأنف واجباته الملكية بعد تشخيصه بالسرطان
هل "تعدد الزوجات" حق مُطلق للرجل؟ "الأزهر" و"الإفتاء" يجيبان
الأحد 14/أغسطس/2022 - 12:59 م
حسن الخطيب
بلا شك لا يمكن لأحد أن ينكر مسألة تعدد الزوجات، فللرجل حق التعدد، ولكن هذا الحق له ضوابط وشروط وضعها المشرع لضمان حق الزوجة، وحتى لا يترتب على الزواج الثاني ضرر عليها.
رأي الأزهر
كان للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رؤية سديدة في مسألة تعدد الزوجات، حيث أوضح ضوابط هذه المسألة بشكل مفصل وفق ضوابط الشرع الحنيف، حيث أكد في تصريحات سابقة، أن زوجة واحدة تكفى، ومن يقولون إن الأصل في الزواج هو التعدد مخطئون، فالمسألة تشهد ظلماً للمرأة وللأبناء في كثير من الأحيان.
وشدد على أن التعدد من الأمور التي شهدت تشويهاً للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية»، مطالباً المسلمين بإعادة قراءة الآية التي وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل وتدبر ما قبلها وما بعدها.
رخصة مقيدة بشروط
وتابع شيخ الأزهر، أن المسلم ليس حراً في أن يتزوج على زوجته الأولى، فهذه رخصة (مُقيدة) بقيود وشروط، فالتعدد حق للزوج لكنه حق مقيد، لافتا أن الرخصة تحتاج إلى سبب، وإذا انتفى السبب بطلت الرخصة، والتعدد مشروط بالعدل، وإذا لم يوجد يُحرم، والعدل ليس متروكاً للتجربة، إنما بمجرد الخوف من عدم العدل أو الضرر يُحرم التعدد.
واستشهد فضيلة الإمام، بقول الله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، مبينا أنه «لا يتحدث عن تحريم أو حظر لتعدد الزوجات، ولا يدعو إلى تشريعات تلغي حقاً شرعياً؛ لكنه يرفض التعسف في استخدام الحق الشرعي والخروج به عن مقاصده.
رأي دار الإفتاء
من جانبها، وردًّا على سؤال حول ضوابط التعدد في الزواج، قالت دار الإفتاء، بأن تعدُّد الزوجات كان شائعًا بين العرب قبل الإسلام، وكذلك بين اليهود والفرس، ولا يزال اليهود يبيحونه إلى يومنا هذا.
اقرأ أيضًا..
وكان هذا التعدد غير محدود بعدد، والظلم فيه شائعًا، حتى جاء الإسلام بالحدِّ منه، ولم يأتِ بالتعدد ابتداءً كما يظن بعض الناس؛ من ذلك أن غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا».
وشددت الدار على أن تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية ليس مقصودًا لذاته وليس هو الأصل، وإنما هو مباح بشروطه المسطورة في كتب الفقه.
