سعرها 200 جنيه.. إليك قصة إنتاج أول سيارة مصرية

وانطلاقاً من هدف الاكتفاء الذاتي في الستينات، جاءت فكرة إنتاج أول سيارة مصرية، والتي كانت أول سيارة تنتج في المنطقة وتميزت بقوتها وكفاءة استهلاكها للوقود. 

بدأ إنتاجها عام 1959 وتم توفيرها للمواطن المصري في ذلك الوقت مقابل مبلغ 200 جنيه، وكان سعرها لا يقارن بأسعار السيارات العالمية التي كانت تزيد عليها أكثر من ثلاثة أضعاف علي الرغم من بساطة الإنتاج اليومي للسيارات المصرية الذي لا يتعدي إنتاج 8 سيارات يومياً مقارنة بالإنتاج العالمي الذي يزيد على 1000 سيارة يومياً.

كانت السيارة تستحق الاهتمام كبداية موفقة في حد ذاتها، ووجدت إقبالاّ شديداً عليها من المصريين لتشجيع الصناعة الوطنية.

 

وحظي الإنتاج المصري بإقبال البعض عليه ليس لجودة المنتج الذي ما يزال في بداياته ولكن كنوع من تشجيع الإنتاج القومي رغم أن المحرك كان ألمانيا، و70% من المكونات كانت أجنبية.

تعاقدت الحكومة مع شركة فيات عام 1963 فتوقف تصنيع السيارة رمسيس سريعاً عام 1963، واكتفوا بعد دخول شركة فيات إلى مصر بسياراتها المحترفة الصنع، والتي بلغ سعرها 3 أضعاف سعر سيارة رمسيس مصرية الصنع، فانهارت سريعاً أي محاولة لتطوير المنتج المصري وتطوير تصميمه ومحتوياته وأصبح في حكم غير جدير بدخول منافسة مع احدي الشركات ذات الخبرة العالمية، واستسلمت الشركة لروح الخسارة سريعا وفي مرحلة مبكرة جداً وأوقفت إنتاجها الخاص بسيارات الملاكي واقتصر إنتاجها فقط علي سيارات الأجرة الخفيفة.

 

ويرجع السبب الثاني لإيقاف الإنتاج وتصفية الشركة هو التسعير الجبري خلال فترة السبعينات وأوائل الثمانينات للسلع فمثلا السيارة السيات كان يتكلف تصنيعها خمسة آلاف جنيه وتباع بـ ثلاثة آلاف فقط، أى أن السياسات الخاطئة هي التي أدت للخسائر.