السبت 11 مايو 2024 الموافق 03 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أم حرام «شهيدة البحر».. تحققت لها رؤيا النبي لتصبح أول صحابية تركب البحر

الأربعاء 28/سبتمبر/2022 - 11:10 م
أم حرام شهيدة البحر
أم حرام شهيدة البحر

لعلك سمعت عن أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسم، وأمه سهيلة بنت ملحان التي عرف عنها بأن مهرها كان الإسلام وتزوجت به، والصحابية التي معنا اليوم هي أخت سهيلة وخالة أنس بن مالك، إنها السيدة أم حرام بنت ملحان الشهيدة التي كانت أول من ركب البحر واستشهدت فيه.


وذلك تحقيقا للرؤيا التي رأها النبي عليه الصلاة والسلام، لتضرب بذلك أروع الأمثلة البطولية للمرأة العربية والمسلمة في دفاعها عن الإسلام، وشجاعتها في مواجهة أعداءه..


من هي أم حرام؟

هي السيدة أم حرام بنت ملحان بن خالد الأنصارية ابن زيد بن حرام بن جندب من بني النجار إحدى قبائل الأنصار بالمدينة المنورة، وهي أخت سهيلة والتي عرفت بأم سليم ، وخالة أنس بن مالك، وزوجة الصحابي عبادة بن الصامت.


أخواها هم سليم وحرام اللذين شهدا غزوتي بدر وأحد، وكان حرام في سرية المنذر بن عمرو يوم بئر معونة، وكان أول من استشهد فيها، وهو صاحب الجملة الشهيرة التي قالها عندما طعن من الخلف بالرمح: "فزت ورب الكعبة".


وزوجها الصحابي الجليل عبادة بن الصامت؛ سيد الخررج وأحد النقباء الإثني عشر الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف المؤرخين في أمر أم حرام فقيل أنها أرضعت النبي، وقيل أنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته، لأن أم عبد المطلب بن هاشم كانت من بني النجار.


إسلام "أم حرام"

كان إسلام الصحابية أم حرام، رضي الله عنها على يد النبي، حينما سمعت بعضا من آيات القرآن الكريم، حيث أسلمت بعدما عرف الرسول صلى الله عليه وسلم، أن بعض القبائل قادمة وفودا من أنحاء الجزيرة العربية للتعرف على الدين الإسلامي بعدما سمعوا به.


وكان من بين من لقيهم من بني النجار هم عبادة بن الصامت زوج أم حرام، وأخوها حرام بن ملحان، وكانت هي معهم، وفور دخولهم سمعت قرآن يتلى بصوت النبي صلى الله عليه وسلم.


ولا عجب في أن قراءة النبي للقرآن كانت تدخل للقلب فينفتح، وتدخل الصدر فينشرح، وتسمعه الآذان فتعرف طريقها للصواب، وقد تسلل نور الإيمان إلى قلبها، فأسلمت هي وأختها أم سليم وزوجها وأخوها.



شجاعتها وبطولاتها

عرف عن الصحابية أم حرام بطولتها وشجاعتها، فكانت أول سيدة صحابية تركب البحر بعدما علمت أن هناك غزوة قادمة في البحر لمحاربة المسلمين، فكانت أول صحابية تركب البحر وتستشهد فيه.


ومن شجاعتها أنها ما تركت غزوة إلا وخرجت مع الجنود تسقي وتداوي الجرحى، وفي سنة سبع وعشرين هجريا، طلب معاوية بن أبي سفيان من الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما أن يأذن له بالتوجه لفتح جزيرة قبرص، التي طان يحتلها الرومان.


لكن الخليفة عثمان رفض خوفا على جيش المسلمين من خطر ركوب البحر، وبعد إصرار من معاوية سمح له، واشترط عليه ألا يجبر أحدا من المسلمين على الخروج معه في تلك الغزوة، فكانت أم حرام أول من تقدم من النساء لركوب الأسطول البحري.


وكانت لها هي وأختها الرميصاء مكانة خاصة لدى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان بيتها من أحسن البيوت وأحبها إلى قلبه فكان يزورها وينام عندها، فقد كانت ذات محرم.



قصتها مع النبي

وذكر مالك  في كتابه "الموطأ" عن إسحاق بن طلحة عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب إلى قباء دخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه.


وذات مرة مر عليها ليسلم ويستريح عندها، فغلبته سنة من النوم وهو في بيتها، فاِستيقظ وهو يضحك، فتعجبت منه أم حرام وقالت له: ما يضحكك يا رسول الله؟


فأجابها النبي قائلا: أناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة، فقالت: يا رسول الله اُدع الله أن يجعلني منهم.


فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وضع رأسه ونام ثانية، ثم استيقظ وهو يضحك فسألته: وما يضحكك يا رسول الله ؟ قال أناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأوىل، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال لها: وأنت من الأولين.



استشهادها

كانت الصحابية أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت من ضمن من خرجوا في غزوة قبرص، رغم كبرها في السن، وعندما ركبت البحر تذكرت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت في نفسها: “صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله، هاهي نبوءتك تتحقق وها أنا ذا أركب البحر لأغزو في سبيل الله“.


وبعدما نزلوا من البحر ركبت دابة فقتلتها، نالت الصحابية الجليلة الشهادة في سبيل الله، ويشير المؤرخون إلى أنها دفنت هناك في قبرص، بينما يشير البعض الأخر إلى أنها دفنت في البقعة التي بنيت عليها مسجد ” لارنكا الكبير”، ويعرف باسم قبر المرأة الصالحة، وتم اكتشافه عام 1760م.       


اقرأ أيضًا..

أم محجن.. الصحابية التي غضب النبي من أجلها


ads
ads