نيهال كُريّم تكتب: نبتدي منين الحكاية!!!

عبير..

هل تعرفوا عبير؟

لو عرفت عبير ستعرف ان الدنيا مازالت بخير

قابلت في حياتى ناس كتير

بس عمرى ما حبيت حد اد ما حبيت عبير..

كنت على موعد  مع ناس في التجمع الخامس

لا اجيد استخدام الجى بى اس

كلمتهم لم يردوا مره اتنين ثلاثه.. عشره..

عدت خائفة اتخبط في الطريق اوشك الظلام ان يغطى المنطقه

بدات اناجى ربى واقول اذكارى

ظهرت بعض اعمدة النور استوى الطريق ظهرت بعض البيوت

اسير ببطىء على الرصيف المجاور اشجار بطوله إلى الطريق

الى الشارع الرئيسى مسافه اثنين كيلوا تقريبا

اذ بى اجدها تسير على الرصيف بجوار الاشجار..

وقفت بسيارتى وشاورت لها ناديتها..

تلقتت لي وجدتنى ابتسم لها واقول لها وانا اشير بيدى

تعالى تعالى..

عبرت الطريق ونظرت لي من الشباك المجاور

انتى مكمله علطول..

قلت لها اه اركبى متخافيش

في الحقيقة اننى انا التى كنت اخاف

نعم اخاف خوفين او ثلاثه

اخاف على نفسى واخاف عليها واخاف من وحشه الطريق وظلمته على اثنتينا

ربما كان هذا هو اللقاء الاعظم لنا نحن الاثنين على الاطلاق

سمراء نحيله الجسم ترتدى الحجاب جسدها رقيق

ملامحها منمنه.. بعد ثوانى اخذنا انفاسنا في لحظه واحده

وقالت لي : انتى تعرفي انا اول مره نركبوا سيارة في مصر من 3 سنين

قلت لها معقول !!!

قالت ايوه انا هنا في مصر من 3 سنين مع زوجى

قلت لها عندك اولاد قالت لي : اولاد زوجى اصلهم ايتام

انا من السودان ومتخرجة من كلية حجوج

انظر للطريق وانظر لها كلما استطعت

كنت فاتحه مكتب في السودان لتسهيل الاوراق والتوكيلات

كنت احب زوجى هذا من سنين طويله

لكن الله لم يشاء لنا ان نتزوج وتزوج هو قريبة له

وانا اعرضت عن فكره الزواج وركزت في عملى فقط

على فكره انا كنت بكسب من مكتبى وشغلى كتير..

وفي يوم من 4 سنوات طرق يعقوب باب المكتب

وادخله مساعدى لي

جلس وقال لي كيفك يا عبير اشتجت لك كتير والله

اعدت النظر للورج الذى كنت اقراة

جالى عبير انا دورت عليكى كتير

رفعت عينى على استحياء اساله دورت عليا انا

في نفسى قلت يا الله يعجوب مازال يذكرنى ويبحث عنى

لى سنين وايام وانا ادعى ان القاه حتى لو بالصدفه في الطريق

جالى عبير انا لسه بحبك ونبى نتجوزك..

سامحينى يا عبير ارجوكى وتعالى نرجعوا لبعض

كانت تحكى دون خجل ربما لمست في نظراتى الشغف والرومانسيه والفضول

جلت له انت بتجول كده يا يعجوب بعد كل هدول السنين ومرتك وبيتك

نظر للارض وقالى زينب مرضت بعد ان انجبت بنتى الثانيه واشتد عليها المرض

ورحلت من عام انا عندى منها ايوب ونور ابنتى

هل تقبلين بنا في حياتك

وتزوجنا بعد شهر واحتضنت الطفلين واحببتهم جدا

فهم قطعه من حبيبى يعجوب..

وبعد عامين اغلجت ابواب الرزج في وجهه كلها

جالى ايه رايك نسافر مصر ونشتغل ونربى العيال هناك

صليت استخارة وسافرت معه باطفالنا

واتينا لمصر من ثلاثة اعوام..

نسيت ان اقول اننى اكتشفت ان طريقها كان طريقى

هذه الجملة تحمل معنيين في نفس الوقت

طريق السير والمكافحه طريق الحب والعطاء والامومه

وطريق تصل فيه إلى البيت السكن الونس والاحباب

كنز الدنيا يكمن في ان تغلق على نفسك باب وتشعر بالحب مع من تعيش معهم

قالت لي انها تعمل في جيم رياضى تذهب من الساعة العاشره إلى الخامسه او السادسه مساء

مكالمة قصيره على موبيلها البسيط الصغير ذو الزراير الصغيره

انت هتعمل للعيال بيتزا في البيت انت تعرف كيف تعملها يا يعجوب؟

اتعلمتها من التلفزيون تبتسم برقه طيب انا هجيب معايا بيبسى وانا جايه

انا عشر دجايج وتوصل..

شاركتها انا ايضا بعض حكاياتى عنى وعن اولادى

ليست صدفه ان اذهب واتوه.. قدر نعم بل اجمل قدر

يجعلك تجد في وسط الطريق غرباء لكن روعة قلوبهم اجمل من الاقارب والاصحاب

واحببت اليوم والطريق واننى تهت واننى كنت في ذلك المكان في ذلك الوقت

اقتربت النصايه التى ستنزل عندها عند شارع بيتها قبل ان تنزل قلت لها انتى جميلة اوى يا عبير

قالت لي انتى اللى طيبه وعشان كده انا ارتحت لك وركبت معك السيارة

اليوم كنت متعبه جدا وانا اسير واقول في نفسى اريد ان اطير للبيت لارتاح

واخذت اسبح واصلى على سيدنا محمد

ولم يمر على ذكرى خمسه دقائق حتى وجدتك تقفين لي

وقلت في نفسى هذه هى الدعوه استجيبت

والله ما ركبت سيارة مع احد منذ اتيت لمصر من ثلاثة سنوات

وقفت وقلت لها ممكن اخد رقمك؟

قالت طبعا فرننت عليها وسجلتها عبير ( الجميلة )

احتضنتها وحتضنتى كلمتنى وكلمتها مرات ومرات..

قابلت في حياتى ناس كتير

بس عمرى ما حبيت حد اد ما حبيت عبير..

اهدى القصة إلى كل من فرضوا علينا حملة ( الست مش ملزمه )

بالحب تصنع المستحيل تسافر وتربى اطفال غيرك وتغير عملك

لكى تكون في بيت مع حبيب يساوى العالم كله..

انتظرونى مع بطله جديده اسمها.. وقصتها.. وماذا حدث معا واين قابلتها؟