السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

صور| الحاجة زبيدة تنتصر على الأمية في عمر التسعين

الأربعاء 29/مارس/2023 - 02:32 م
الحاجة زبيدة
الحاجة زبيدة

أعلنت الهيئة العامة لتعليم الكبار أمس الثلاثاء، برئاسة الدكتورمحمد ناصف، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار ورئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي "أسفك"، تحرر السيدة زبيدة من الأمية.

استقبل ناصف السيدة زبيدة، وبرفقتها تهاني عبد القوي مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمحافظة المنوفية، وبرفقتهم الدكتورة سوزي صبحي وكيل وزارة التضامن بمحافظة المنوفية، لتكريمها وتسليمها شهادة محو الأمة، معلناً تحررها من قيد الأمية والانطلاق إلى سماء العلم، وكان ذلك بمقر مكتبه، بديوان عام الهيئة بالقاهرة.



قصة الحاجة زبيدة


وتعود أحداث قصة الحاجة زبيدة إلى ما قبل سبعة وثمانين عاماً،  حيث كانت فتاة تدعى زبيدة عبد العال، من محافظات الوجه القبلي، وقفت أمامها العادات والتقاليد عثرة في الالتحاق بالتعليم، ولم تكن العادات والتقاليد وحدها بل الفقر، والجهل ساعدوا على ذلك بل إن والدها كان لا يؤمن بأهمية تعليم الإناث، حتى شاءت الأقدار أن تنتقل إلى قرية «دكما» إحدى القرى التابعة لمركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية.

تزوجت زبيدة، وأنجبت أربعة من الذكور، وأربعة من الإناث، ثم توفي زوجها وترك لها ثمانية من الأولاد، ولم يترك لها من حطام الدنيا إلا أربعة من القراريط، تقوم بزراعتها، وتربي منها أولادها، حتى أحسنت تربيتهم وتزوجوا جميعهم، ثم عاشت الحاجة زبيدة رحلة طويلة من المعاناة، حتى عثرت على من يدلها على تعليمها ومحو أميتها، ولم يمنعها كبر سنها، ولا مرضها، ولا خفوق إحدى عينيها، ولا مرض في إحدى رجليها، ولم يمنعها كونها أم لثمانية أولاد، وأنها جدة من الرغبة في التعليم، ولم يقتل كل ذلك شغفها، وحبها في التعليم.



رفضت زبيدة أن يأتي إليها العلم، بل رفضت أن تتعلم في الستر، ودون معرفة الناس، رفضت أن تأتيها المعلمة التي أهلتها وأعدتها لها الهيئة العامة لتعليم الكبار بالتعاون والتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي إلى بيتها لتعليمها، تقديراً لها ولسنها الكبيرة، بل أصرت أن تذهب هي إلى العلم، وهي مؤمنة بأن العلم لا يأتي، بل يؤتى إليه.

كانت تقطع مسافة ليست بالقصيرة من بيتها للوصول إلى فصل محو الأمية بالبلد المجاور لها، سيراً على الأقدام أحياناً، وأحياناً أخرى كانت تمتطى دابتها، التي كانت تنتظرها حتى تفرغ زبيدة من أداء درسها، من أجل أن تجلس على مقاعد الدارسة، تلك الأمنية التي لطالما حلمت بها منذ الصغر، وحرمت منها لأسباب سبق ذكرها.



الحاجة زبيدة تحقق حلمها وتنتصر على الأمية


تقترب زبيدة كل يوم من تحقيق حلمها، كانت تجتهد حتى أصبحت تجيد القراءة والكتابة، ولم يكن سبيلها في التعليم هو الحصول على شهادة محو الأمية، بل تحقيق حلم حرمت منه منذ صغرها، التحرر من قيد الأمية، الخروج من ظلمات الجهل، الوصول إلى نور العلم، لمواصلة التعليم والتعلم.

وتحررت الجدة لتصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، حيث كرمتها  الهيئة العامة لتعليم الكبار برائاسة الأستاذ الدكتور محمد ناصف وكذلك محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبوليمون، وكذلك وزيرة التضامن الاجتماعي نفين قباج، ولم يفت هذا الأمر على  فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كرمها في اليوم العالمي للمرأة، واختيرت الأم المثالية ،هذا على المستوى المحلي.



أما عن المستوى العالمي، فجاءت اللفتة الإنسانية من الممثلة أنجلينا جولى، والتي نشرت صورة للحاجة زبيدة وهي في لجنة الامتحان عن طريق خاصية الاستوري عبر صفحتها بموقع "إنستجرام" كنموذج ناجح تقدمه لجمهورها الذي تفاعل بشكل لافت مع الصورة، والذي يصل عدده إلى 14.3 مليون متابع.

ads