رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

برنامج «لالة العروسة»| مشاهد غير لائقة بين الأزواج تشعل الغضب في المغرب

هير نيوز

برنامج «لالة العروسة»| مشاهد غير لائقة بين الأزواج تشعل الغضب في المغرب.. «لالة العروسة».. برنامج تلفزيوني يحظى بنسبة مشاهدة عالية، وقد أدخلت عليه فقرة "الحجايات" وهي أمثلة وألغاز شعبية تُطرح على المشاركين بهدف ربطهم بالثقافة المغربية الشعبية المتوارثة عن أجيال سابقة.

برنامج «لالة العروسة»| مشاهد غير لائقة بين الأزواج تشعل الغضب في المغرب.. أمام عدد من الأزواج الشباب وأمام كاميرات التلفزيون، وبخت زوجة زوجها بصورة تجاوزت حدود اللياقة والاحترام، بينما ظهرت أخرى شابة وهي توزع وتفرض الأوامر على باقي الأزواج بأسلوب غير لبق، فضلاً عن مشاهد أخرى تظهر أزواجاً آخرين في "مشاهد رقص حرجة".

برنامج «لالة العروسة»| مشاهد غير لائقة بين الأزواج تشعل الغضب في المغرب.. هي مشاهد من بين أخرى عُرضت ببرنامج "لالة العروسة" الشهير الذي يقدمه حالياً التلفزيون الحكومي المغربي، ترافقت مع موجة انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تفيد أرقام قياس المشاهدة بأن البرنامج يحظى بنجاح جماهيري لافت في عامه الـ19 على التوالي.

ويقوم برنامج "لالة العروسة" على قاعدة التنافس بين ثنائيات أزواج شبان وأمهاتهم أيضاً، في حلقات إقصائية ليفوز الثنائي المحظوظ بشقة فاخرة وعرس باذخ بحضور فنانين ومشاهير، ورحلة سياحية إلى أحد البلدان.

صراعات زوجية

برنامج «لالة العروسة»| مشاهد غير لائقة بين الأزواج تشعل الغضب في المغرب.. قامت الدنيا ولم تقعد في المغرب عندما طردت زوجة شابة زوجها بمشهد وُصف بكونه "قاسياً" أمام أنظار باقي المتنافسين وأمهاتهم داخل استوديو "لالة العروسة"، في مشهد اعتبره كثر مثيراً للجدل، والهدف منه فقط رفع نسبة المشاهدة بعيداً من الأخلاقيات.

وأمرت زوجة متنافسة رجلها أمام عدسات الكاميرات التي توثق لحظات تفاعل المشاركين في البرنامج، بأن يعتذر لها أمام والدته الموجودة في البرنامج أيضاً، وطالبته بأن يقول لها ـ بحضورها ـ بألا تتدخل في شؤونهما الشخصية والزوجية.

برنامج «لالة العروسة»| مشاهد غير لائقة بين الأزواج تشعل الغضب في المغرب.. وانتقدت زوجة أخرى طريقة تعامل زوجها معها، وهما لا يزالان بعد في بداية مشوارهما الزوجي ويطمحان للفوز بإقامة عرس مجاني وشقة تأويهما، وطلبت منه بألا يهينها مرة أخرى أمام الغير.

وانتقد كثر أيضاً مشاهد الرقص المشترك بين الأزواج المشاركين في برنامج المسابقات المذكور، على إيقاعات الأغاني التي يؤديها "مطربون شعبيون" على وجه الخصوص.

وتركزت الانتقادات الموجهة إلى المشاركين في "لالة العروسة" على أجوبتهم عن الأسئلة التي تطرح عليهم من طرف مقدمة ومعدي البرنامج لاختبار ثقافتهم العامة، إذ كانت الأجوبة مثار سخرية المشاهدين بسبب ضعف المستوى المعرفي والثقافي لكثير من الأزواج المتسابقين.

وانتقد كثر الفكرة التي تبناها برنامج "لالة العروسة" في نسخته الحالية التي تبث كل سبت على شاشة القناة الأولى المغربية، متمثلة في امتلاك زوجين مفتاح المنزل مدة أسبوع وهو "منزل العرسان"، ويأوي الأزواج وأمهاتهم في فضاء واحد، مع ما أفرزه ذلك من توترات و"صراعات" بينهم، في ما يشبه برنامج "قسمة ونصيب" في نقل وتصوير يوميات المشاركين.

خرق للخصوصية

يقول الناقد المغربي مصطفى الطالب في هذا السياق إنه في البداية لا بد من الإشارة إلى أن فكرة برنامج "لالة العروسة" مهمة، لكونه يهتم بمؤسسة تعد ركيزة المجتمع، وهي مؤسسة الأسرة التي تنطلق من الزواج.

وأوضح الطالب أن "هذا البرنامج المذكور يصنف ضمن البرامج الترفيهية والتثقيفية من خلال المسابقات التي يتضمنها"، مشيراً إلى أنه "يحقق فرجة ممتعة للمشاهد والأسرة، لذا من الضروري أن يعمل على خصوصية الأسرة المغربية بعاداتها وتقاليدها وقيمها".

"هنا مربط الفرس"، يقول الناقد ذاته، لأن البرنامج يقدم نموذجاً للأسرة المغربية مغايراً لتلك الأهداف، من خلال الترويج لنمط عيش جديد يتجاوز الحدود الاجتماعية من خلال الانتظام في "اللعبة" التي "تسقط معها أحياناً القيم الثقافية والقيمية"، على حد تعبيره.

ولفت الطالب إلى أن هذه المسابقات تتدخل في خصوصيات الرجل والمرأة من خلال طرح أسئلة حول أذواقهم وطباعهم وغيرها"، معتبراً أن "البرنامج سقط في فخ تقليد برنامج فرنسي كان يبث على قناة تلفزيونية فرنسية منذ أعوام".

واستطرد المتحدث ذاته بأن "لالة العروسة" على رغم إيجابياته، فهو مطالب باحترام خصوصية المجتمع المغربي الذي يقدس الزواج، وبإبراز قيمه وعاداته الاجتماعية من دون السقوط في "الفولكلور"، والتحفيز على الزواج الذي يعزف عنه الشباب المغاربة، والإسهام في التقليل من ظاهرة الطلاق المتفشية في البلاد.

يذكر أن تقريراً رسمياً صدر عن المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة رسمية) كشف العام الماضي عن انتشار العنوسة في المجتمع المغربي، إذ وصلت نسبة النساء في مرحلة العزوبية 40.7 في المئة، ووصلت نسبة الرجال إلى 28.3 في المئة.

متابعة جماهيرية

ومقابل كل هذه الانتقادات التي تلقاها برنامج "لالة العروسة"، تكشف أرقام تقرير مؤسسة "ماروك ميتري" المتخصصة في قياس نسب المشاهدة في المغرب، عن وجه آخر لهذا الموضوع.

وفي السياق أوردت مؤسسة "ماروك ميتري" أن الحلقة الأولى فقط من برنامج "لالة العروسة" حققت متابعة جماهيرية كبيرة، من خلال متابعتها من طرف 9 ملايين و136 ألف مشاهد.

ووفق طاقم برنامج "لالة العروسة" فإن هذه المتابعة الجماهيرية الكبيرة "خير رد على الانتقادات التي تروم التنقيص من المنتج أو التبخيس من جهوده وأهدافه المتمثلة في التسلية الأسرية وخلق روابط وأجواء عائلية بين الأزواج القادمين من مناطق مختلفة من البلاد".

وتروج إدارة برنامج "لالة العروسة" للحلة الجديدة التي أتى بها في هذا الموسم الجديد، خصوصاً "انتقال الأزواج المتنافسين للعيش في منزل (فيلا) واحد، في خطوة تقرب البرنامج أكثر من أسلوب تلفزيون الواقع، وتمنح المشاهدين نظرة أقرب إلى العلاقات والمواقف اليومية بين الأزواج المتبارين".

وإضافة إلى هذه المستجدات التي طرأت على "لالة العروسة" في موسمها الحالي، يحاول البرنامج التمسك بالحكاية من خلال فقرة "الحجايات"، وهي أمثلة وألغاز شعبية تطرح على المشاركين، بهدف ربطهم بالثقافة المغربية الشعبية المتوارثة عن أجيال سابقة.

ويزكي هذا الطرح الزوج "عصام" مع رفيقة دربه، وهما متباريان سابقان في "برنامج لالة العروسة"، إذ تحدث عن أجواء عائلية حميمية، قائلاً إن "المنافسة تظل شريفة وممتعة باستثناء بعض الأحداث التي من الطبيعي أن تحصل في خضم هذا التنافس على الفوز بالجائزة الكبرى للبرنامج".

ووفق المتباري نفسه، فإنه تعلم وزوجته كثيراً من الأشياء خلال مشاركتهما بالبرنامج قبل بضعة أعوام، وأن "الانتقادات التي توجه إليه لا تزيده إلا متابعة جماهيرية، لأنه يظل برنامجاً عائلياً يمكن لأفراد الأسرة كافة مشاهدته فهو يبث روح التنافس ويشع روح الدعابة بين المتنافسين، كذلك فإن الأمهات يزدن البرنامج احتراماً وطابعاً أسرياً مغربياً خالصاً"، وفق تعبيره.

تم نسخ الرابط