رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم مها عبدالله: معضلة الألم النفسي وعلاجه

هير نيوز

ألم من عانى في صغره من عدم حصوله على لعبة معينة - رغم حجم مستودع الألعاب لديه - هو ألم من يعاني من الاضطهاد والجوع نفسه، لسبب مهم اكتشفته في مراجعي العيادة النفسية وسأشرحه في هذه المقالة، والمحزن بالأمر أن العيادات النفسية لا ترشد المراجع لطرق علاج صدماته، إنما تدخله في دوامة الحديث عنها وتكرار ذلك.

تقييم الأفراد للأزمات يختلف باختلاف بيئاتهم وجودتها، فبعضهم -مثلا- يرى أن عدم التعبير بالعاطفة للأبناء جريمة شنيعة، وبعض الأفراد يرى أنها غير مهمة بل وأقصى مطالبهم التعبير عن الغضب بعنف تجاههم، السبب هو المعطيات. بالطبع تعرفون المثل «اللي يده بالنار مو زي اللي يده بالموية»، ولأن خياراتنا ورغباتنا تعتمد على ظروفنا؛ فإن تقييمنا للألم له مدى واحد، فقط تختلف أنواع الآلام.

سأقرب الصورة بمثال واقعي يمكنك قياسه بنفسك. اذهب لعيادة نفسية قبل موعدك بساعة واجلس في صالة الانتظار، حاول أن تفتح حوارًا مع المنتظرين المراجعين، ستجد أنهم يشعرون بألمك نفسه، ما دفعهم لزيارة الطبيب، ولكن المفارقة أنك تتفاجأ بأسباب قد تراها (تافهة) - من وجهة نظرك - حين تقارنها بألمك الجلل كما تراه أنت. السبب هو أن الجميع يحتكم لحاضره، بأن يحيل حياته من أكثر الآلام إلى أجمل الذكريات. أنت تشعر بحدة الألم نفسه، باختلاف نوعه. لذلك لا تقلل من حزن غيرك، ولا تُفجع من مصيبته، الإنسان يتكيف حتى مع آلامه إن أجبر على العيش بها/ معها.

وعليه.. وجدت أن الحل يحتاج وقتًا أطول قليلا، ليس بزيارة الطبيب دائمًا، إنما الاعتماد على خلق حياة جديدة بكل تفاصيلها، وإن لزم الأمر تغيير محيطك المقرب، وصناعة نجاحات جديدة، وإن لم تستطع لا بأس، حاول مقابل الأمل الذي سيهذب النفس والعقل تلقائيًا. نعم تحتاج للطبيب، فقط لأن يصرف ما تحتاجه من أدوية تستطيع بها التحكم بحالتك النفسية حتى «تخرج من عنق الزجاجة» وأقصد بها آلامك.

أخيرًا.. علاج الآلام، باستبدال أحداثها، بخوض تجارب جديدة يمكنك أن تعيد تشكيلها، لتجبرها على مفارقتك، أو تسحقها إن أبت.

نقلا عن الوطن السعودية

تم نسخ الرابط