قصة فتيات كهف حلوان تشعل الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي.. ماذا حدث؟

تبين أن شقيقتين في منطقة حلوان، بعد انتشار استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، اختارتا الانعزال عن العالم لأكثر من عام ونصف داخل شقة مظلمة حوّلتاها لما يشبه الكهف. حالتهما النفسية انهارت بعد تجارب زواج فاشلة وضغوط حياتية متراكمة، لدرجة أن جسديهما أصابه الهزال الشديد.

مأساة فتيات كهف حلوان
كانت المأساة الأكبر في كهف حلوان، هي الطفلة ذات التسع سنوات، ابنة إحدى الشقيقتين، التي حُرمت من التعليم ومن حياة طبيعية، فعاشت وسط الخوف والعزلة حتى بدا جسدها ضعيفًا أشبه بهيكل عظمى صغير.
ورغم أن العائلة ليست فقيرة ولها أشقاء يحاولون المساعدة، فإن المرض النفسي والخوف المستمر دفع الأختين للابتعاد عن الجميع. الجيران أكدوا أن ما حدث لم يكن بسبب ظروف مادية، بل بسبب الانهيار النفسي التام.
فيما وصل فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي، إلى المكان، وحاول التحدث مع الشقيقتين في حلوان، لكنهما رفضتا أي تواصل، بينما تولت الأخت الصغرى الحديث موضحة أن الاستغاثة كانت محاولة أخيرة لإنقاذهما. في النهاية، وُجهت الأسرة للتواصل مع الأمانة العامة للصحة النفسية لتلقي العلاج، خصوصًا لحماية الطفلة وإعادتها لحياتها الطبيعية.

رد فعل منصات التواصل
وقد تنوعت ردود الفعل على واقعة فتيات كهف حلوان بشكل واسع على المنصات،حيث عبرت الغالبية عن حزن شديد وذهول من فكرة أن إنسان يمكن أن يعيش في عزلة لهذه الدرجة وسط مدينة مزدحمة مثل القاهرة. كثيرون ركزوا على الطفلة، واعتبروا أنها الضحية الأكبر.
بينما تعالت أصوات تتساءل كيف لم يُكتشف الوضع مبكرًا، خاصة أن الأسرة لها جيران وأشقاء، معتبرين أن المسؤولية لا تقع فقط على الدولة بل على المحيط القريب أيضًا.
كما طالب مستخدمون بسرعة علاج الشقيقتين نفسيًا وصحيًا، وإعادة دمجهما في المجتمع، مؤكدين أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الجسدية، وفتحت قصة كهف حلوان نقاشًا كبيرًا عن وصمة المرض النفسي في المجتمع المصري والعربي، وكيف أن الإهمال أو التكتم قد يحوّل المعاناة الفردية إلى مأساة إنسانية.