بقلم منصور الضبعان: فضاء الفضفضة

أصابتني الريبة عندما قرأت «تكون مملًا عندما تقول كل شيء»؛ وأنا الذي اتخذت «الفضفضة» وسيلة لصحة نفسية أفضل، والكتابة رئة ثالثة، وبين أن أكون «مملًا»، أو متزنًا، قعدتُ أفكر بحل، يجعلني لا أخسر أصدقائي الذين يهربون بمجرد أن أبدأ الحديث!

(2)

موقع «HealthDay News» الأمريكي أكد أن «الفضفضة» علاج مهم للاكتئاب، وبالتالي السكتات الدماغية، مما يجعل المصابين يعيشون أطول من أولئك الذين لم يخضعوا لجلسات الفضفضة.

(3)

هناك من يلجأ للفضفضة لمجهول عبر الانترنت، وهناك من يلجأ للذكاء الاصطناعي، ويندب المختصون النفسيون مرضاهم إلى هذا التصرف، ولكن أعتقد أن «الفضفضة» الواقعية، لشريك الحياة، أو قريب، أو صديق، أو جليس مؤقت، أكثر نجاعة من سواه، وقد وجدتُ في «الفضفضة» الواقعية راحة وحلولا ونورا!

(4)

يختنق «الصدر» بالكثير من الحيرة، والقلق، والغضب، ولا بد من «أذن» للتخلص من هذا «الحمل الثقيل»، كي لا نأخذ مقعدًا مع مرضى القلب، والقولون، والاضطراب العقلي، لذا لا بد من مستمع صبور، حنون، متفهم، فقد رضيتُ أن أكون «مملا»، خير من أكون معتلًا نفسيًا يأكل أظافره، ويبكي في «دورة المياه»!

(5)

ربما هذا ما جعلني كاتبا، فمنذ المراهقة وأنا استخدم القلم والورقة لتفريغ «الطاقة السلبية»، وناشدتُ كثيرًا من المراهقين بأن «يكتبوا».

(6)

أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، الدكتور تركي العيار كتب ذات مقال ما نصه: «تظل الكتابة وسيلة علاجية متميزة، تمتاز بخصوصيتها وسهولة ممارستها، دون حاجة إلى أدوات أو تقنيات معقدة. فالكتابة ليست مجرد نشاط تعبيري، بل هي عملية علاجية أثبتت الدراسات الحديثة فاعليتها في التخفيف من أعراض الاكتئاب، والقلق، والتوتر، واضطراب ما بعد الصدمة».

(7)

أشكال الفضفضة متعددة، من «الشفهية» وحتى «الكتابة» مرورًا بالموهبة، والرياضة، ونحو ذلك، فضفضوا - رحمكم الله - والويل لمن لا يمكنه «الفضفضة».

نقلا عن الوطن السعودية