بقلم مها عبدالله: رهاب المسرح
وجدت أفرادًا بأعمار ناضجة وخبرة مميزة لا يستطيعون إلقاء خطبة أو شرح عرض تقديمي على مسرح يضم عددًا من الجمهور، بل إنهم يرتبكون بشكل واضح إن أجبروا على ذلك، ويشعرون بعدم الارتياح، وعليه يقعون بالأخطاء والزلّات، والأغلبية منهم يواجه «النسيان» المفاجئ، وعدم التركيز في تسلسل أفكاره، كل هذا بسبب الارتباك أمام الجمهور.
من تجربة شخصية؛ يجب على الشخص أن يكون واثقًا جدًا بصحة ما سيطرحه، وعليه يمكنه الإلقاء بكل ثقة، وأن يأخذ بعين الاعتبار أن من يختلف معه لا يثبت أنه على خطأ؛ إنما وجهة نظره مغايرة ويتقبلها بكل صدرٍ رحب، والأهم أن يعلم أن الجمهور مستمع له وهذه فرصته لنقل معرفته.
الأساس هو مدى معرفتك بما ستقوله أو تعرضه، والتدريب على ذلك ضروري وممكن، مثل الاشتراك في نواد الخطابة العالمية أو المحلية، الانفتاح للانخراط في مجموعات عشوائية لقراءة وتحليل الكتب، أو مشاركة مجموعه من الأفراد الجدد في فعاليات مشتركه، وأيضًا التطوع في الأعمال الخيرية التي توفر الاحتكاك بمستفيدين أو شركاء العمل.
عمومًا.. هناك ثلاث أركان يجب التدرب عليها وإتقانها:
أولاً: مظهرك، يجب أن يكون رسميًا وغير ملفت، حتى يصبح التركيز على ما تقول وليس ما تلبسه.
ثانيًا: لغة جسدك يجب أن تكون في حالة معتدلة، لا جمودًا ولا مبالغة في الحركة.
ثالثًا: وهو الأهم.. أن تكون ملمًا ومتشبعًا بما ستطرحه وقادرًا على الإجابة مقابل أي سؤال قد تواجهه، وأن تكون محددًا هدفك وبشكل واضح من هذا التقديم.
أخيرًا..الخطابة أمام الجمهور «فن»، يتقنه الواثق، ويبدع فيه العالِم.