كيف أتغلب على النفور الاجتماعي والخجل المفرط؟
روت فتاة مشكلتها، عبر حساباها على مواقع التواصل الاجتماعي وطلبت من متابعيها ردودا وحلولا لها، لتفادي ما حدث معها واستقرار حياتها.
وقلت الفتاة في شكواها: “كيفية التغلب على النفور الاجتماعي والخجل المفرط، بفضفض شوي، أنا تربيت تربية فوضوية وصعبة على يد أم نرجسية، كان لها سبب كبير في عزلتي عن الناس، ما كان عندي إلا صديقة من طفولتي، وبعد ما اختفت من حياتي صرت وحيدة بشكل مرعب وغريب، أنا أتكلم من 2016 للآن، وتطور الوضع الاجتماعي لين تخرجت، وكنت أنتظر تنتهي المدرسة عشان أطلع كل بنات فصلي من حياتي، لكن عرفت أنهم حاولوا يكلموني ويصادقوني، وما عطيتهم مجال”.
وأضافت: “أقدر أقول بكل صدق إني وحيدة، وصار عندي نفور وتلبد رهيب، عندي رغبة أني أتجاهل ولا أرد على أحد، أحيانًا تمر الشهور وأفتح رسالة بس فيها سلام، حتى لو كان كومنت، أدري أن الوضع يحتاج دكتور نفسي، لكن مقدر الآن، وما أدري متى أتقبل أخوض علاقة، وأتقبل الرفض والحب والاحتواء والتقبل من شخص ثاني مختلف عني، لأني أحيانًا من قوة الوحدة أطفش من نفسي وأخاف من حال وصلت لها، لأني ساهمت في عزلتي بصد الناس عني وأرجع لنفس الحلقة”.
وتابعت: “أنا عندي وعي كبير بشخصيتي وشخصية أهلي، لكن أبغى أتعالج من سجن الوحدة، كيف أكسر هذا الخوف وأتقبل وجود شخص بحياتي أو أبادر في علاقة وأفهم أني أستحق أشارك شخص حتى لو كنت انطوائية؟ لأني وصلت مرحلة أخاف أحد يضيع وقتي، حتى لو استمتعت بوجوده”.
وواصلت: “لا أحد ينصح شخص معقد مثلي بالزواج، أبغى بس خاصية التواصل البشري ترجع لي، وإذا تعرفون دكتور نفسي في السعودية، بجدة، أنصحوني فيه، غير مادي وسطحي، حياتي كانت صعبة، والحين بيصير عمري 25، وتأثرت جدًا، والله يسعدكم”.
وجاءت الردود عليها كالتالي..
أختي العزيزة — شكراً لك على صراحتك ومشاركتك. ما تمررين به ليس سهلاً، وأنت شجاعة بأنك فتحت قلبك ووضحت مشاعرك. أولاً: مهم تعرفي أن كثيرين يمرون بما تشعرين به — القلق، النفور الاجتماعي، الخجل، الحساسية من التواصل، أحيانًا بسبب تجارب طفولة مؤلمة أو تربية صعبة. هذا لا يجعل منك «شخص معقد» أو غير جدير بالحب أو بالاختيار. بالعكس، وعيك بنفسك وبمشاعرك هو نقطة بداية للتغيير. سأحاول أساعدك بخطوات وأفكار (بالفصحى) تساعدك — بناءً على ما يقدّره علم النفس، وتجارب ناس مشابهة لك: لماذا ما تحصلين تواصل طبيعي — ما الذي يجعل الأمور صعبة عليك ما تمرينه يشبه ما يُسمى Social Anxiety Disorder (قلق اجتماعي أو رهاب اجتماعي): أي خوف شديد من المواقف الاجتماعية، خوف من الحكم عليك أو الإحراج، ما يدفعك لتجنّب التواصل. تربية صعبة، أو أمّ ذات سلوكيات نرجسية، وبيئة طفولة «فوضوية» أو غير داعمة، كلها عوامل قد تخلق عند الإنسان انطوائية، خجل، عزلة، شعور بعدم الأمان تجاه الناس؛ وهذا طبيعي جداً، وما يدل على «ضعف شخصي» بل على جرح وحاجة للترميم. تجنّب مستمر (تجنّب اللقاءات، رفض مصادقة زملاء، عدم الرد على محاولات تواصل) — هذا يرسّخ الخوف: يربطين بين التواصل وبين ألم نفسي، وبالتالي يزداد النفور والعزلة بمرور الزمن. لكن هذا ليس «قضية مكتوبة على أنّك ستكونين هكذا للأبد». يمكنك التغيير، تدريجياً، بخطوات مدروسة وصبر. خطوات عملية (مقترحة) لتبدأي – كسر الخوف والتعود على التواصل إليك بعض الأساليب المدعومة نفسياً، والتي تساعد كثير من الأشخاص في وضعك: ابدئي بالتدريج – “تعريض نفسك لمواقف اجتماعية بسيطة”: ابدئي بمواقف خفيفة، مثلاً: قول صباح الخير لجارة، الرد على رسالة بسيطة لصديقة قديمة، المشاركة في نشاط خفيف (رياضة، مشي، نشاط تطوعي، دورة تعليمية، …). بهذا “تفككين جدار الخوف” تدريجياً. مارسي تقنيات تهدئة نفسية: نفس عميق، تنفس هادئ، تأمل أو “mindfulness” — هذه تساعدك تقلّلي توترك الداخلي قبل أو أثناء تفاعلك مع الناس، وتقلّلي القلق الفوري. اعملي على تغيير الأفكار السلبية: مثلاً إذا فكرتِ “سأخجل”، “سأرتبك”، “الكل سيحكم عليّ” — توقفي، اسألي نفسك: “هل هذه الفكرة واقعية؟” — غالباً النتائج ليست بالسوء الذي تخيلته. هذا ما يُعلِّمَه العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy – CBT). تعلمي مهارات تواصل اجتماعي تدريجياً: الاستماع، استخدام اسم الشخص أثناء الحديث، النظر في العين بطريقة طبيعية، الابتسامة الخفيفة، مواضيع بسيطة تُشعرك أنك مرتاحة بها — هذه مهارات تُكتسب بالتدريب وليس شيء يولد مع الإنسان. حافظي على روتين حياة صحي – نوم كافٍ، نشاط بدني، غذاء متوازن — لأن الجسد المرتاح يساعد النفس تهدأ، وقلّ القلق العام يساعد تواصلك مع الناس بشكل أفضل. حاولي الانخراط في بيئة آمنة ومريحة، مع ناس يرغبون بتفهّمك. ربما بعض الأشخاص في محيطك قد يكونون متقبلين أكثر من الذين رأيتهم من قبل — أعطي نفسك الفرصة، ولو خطوة بخطوة. كيف تغيّرين نظرتك لنفسك وما تستسلّمين للخوف توقفي عن مقارنتك بـ “ناس طبيعيين” — لا أحد يولد اجتماعي ممتاز. كثير من الأشخاص تبدّلوا بعد تدريب، تجربة، مواجهة خوفهم. ذكّري نفسك أنك إنسانة “تتعلم”، والنتيجة قد تأخذ وقت — لا بأس أن تتقدمي ببطء، المهم أن تقدمي. تعلّمي أن الحب، التواصل، الصداقة ليست حق فقط لمن “نشط اجتماعيًا” بل لمن “يؤمن أن له قيمة” — وأنت لديك قيمة، لا تنسي هذا. ملاحظة مهمة: اللجوء إلى مختص إذا كان القلق شديد من كلامك يبدو أن القلق، الخجل، النفور الاجتماعي — قد يكونون أعراض قوية لـ “قلق اجتماعي” أو حتى “رهاب اجتماعي”. إذا كان بالإمكان ولو لاحقًا — حاولي البحث عن مختص/ــة نفسية، لأن العلاج المهني (علاج سلوكي معرفي، أو دعم، أو حتى دواء إن لزم) غالبًا ما يكون فعّال ويساعد كثيرًا. حتى لو الآن لا تملكين الإمكانات، بعض جلسات دعم بسيطة، تواصل مع أشخاص يفهمونك، مجموعات دعم جماعي أو عبر الإنترنت، قد تمنحك دفعة أولى. رسالة تشجيع — أنت تستحقين أن تُعاشري، أن تُقبَلي — حتى لو بطبيعتك الانطوائية أنت لم ترتكبي “خطأ” لأنك انطوائية، أو لأنك منعتِ الناس يدخلوا حياتك. ربما كنتِ تحاولين حماية نفسك. لكن الآن وأنتِ واعية — فهذا يعني أن لديك فرصة لتصلي إلى حياة اجتماعية أهدأ، وراحة نفسية، وربما علاقات أجمل. لا تستعجلي. لا تفرضي على نفسك أن تصبحي “إنسانة اجتماعية مثالية”. كوني على طبيعتك، خذي خطوة صغيرة كل يوم — اليوم فقط “ردي على رسالة بسيطة”، أو “كلمي شخص خفيف” — ومع الوقت، ستجدين نفسك تتغيّر، وتشعرين بأنك تستحقين الود والتواصل، مثل أي إنسان آخر.
ممكن تلجأ لدعم متخصص من دكتور نفسي أو معالج، الشخص ده هيساعدك تواجه آثار الطفولة الصعبة ويعلمك استراتيجيات عملية لتقبل الحب والرفض والتواصل مع الآخرين، معالج محترف ممكن يرشدك خطوة خطوة
معلش التحقي بدور قرآن ورح يتغير امور كثيرة صدقيني وادعيلي
ابحثي عن زوج مناسب لك من خلال خدمة الخاطبات الرسميات
ركز على نفسك أولًا وتقبل الانطواء والوحدة كجزء من حياتك، حاول افهم شخصيتك بشكل أعمق وتتعرف على احتياجاتك الحقيقية قبل أي علاقة، ومع الوقت لما تحس أنك مرتاحة مع نفسك هتكون أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين دون شعور بالخوف أو النفور
ممكن تحاول تتدرج في التواصل مع الناس بشكل بسيط يوميًا وتجربة صداقات جديدة، ده يساعدك تكسر دائرة العزلة وتستعيد ثقتك تدريجيًا