استنزاف ما بعد الولادة.. كيف تعيدين بناء قواك والتوازن لحياتك؟
تُعاني الكثير من السيدات بعد الحمل بأعراض جسدية وذهنية وعاطفية قد يراها البعض أنه نوع من الدلال ولكن في حقيقة الأمر أن تلك الأعراض مؤشر للإصابة بمايسمى بمتلازمة استنزاف ما بعد الولادة وهي عبارة عن حالة من النضوب الجسدي والعاطفي والذهني الشديد تصيب الأمهات، وتحدث نتيجة استنزاف مخازن العناصر الغذائية خلال الحمل والرضاعة، مع تراكم الضغوط النفسية وقلة النوم، ومن خلال التقرير التالي سوف نقوم بتوضيح أعراضها وطرق علاجها.
أعراض متلازمة استنزاف ما بعد الولادة
تتنوع الأعراض بين جسدية، ذهنية، وعاطفية، وقد تستمر لعدة سنوات إذا لم تُعالج، ومن أعراضها الجسدية التعب مزمن، حيث ينتاب المرأة بعد الولادة شعور مستمر بالإرهاق لا يزول بالراحة العادية.

تغيرات شكلية
كما تحدث تغيرات شكلة لدى المرأة كتساقط الشعر، تكسر الأظافر، جفاف البشرة، وضعف المناعة، بالإضافة إلى الأوجاع البدنية، والتي تكون عبارة عن آلام في المفاصل والعضلات، وصداع متكرر.
الأعراض الذهنية
أما عن الأعراض الذهنية فتتمثل في ضعف التركيز، والنسيان المتكرر وصعوبة اتخاذ القرارات، وتُعرف أحياناً بـ "دماغ الأم"، كما تصاب المرأة بصعوبة في التعبير، حيث تجد نفسها عاجزة عن إيجاد الكلمات المناسبة أثناء الحديث.

الأعراض العاطفية
ومن الأعراض العاطفية اليقظة المفرطة، حيث ينتابها الشعور الدائم بأنها "مستعدة" ولا يمكنها الاسترخاء حتى عند نوم الطفل، كذلك التقلبات المزاجية ومنها سرعة الانفعال، القلق الشديد، أو الشعور بفقدان الهوية.
كيفية العلاج والتعافي
يتطلب التعافي نهجاً شاملاً يركز على إعادة بناء مخازن الجسم عن طريق الدعم الغذائي وذلك بتعويض النقص بالتركيز على الأطعمة الغنية بالحديد، والمغنيسيوم، وفيتامين B12، وأوميغا 3، كذلك الاستمرار في تناول فيتامينات ما بعد الولادة واستشارة الطبيب حول مكملات الزنك والكالسيوم.

السوائل
الحرص على ترطيب الجسم بشكل فعال لتعزيز امتصاص العناصر الغذائية وتوازن الهرمونات، كما ينصح بتطبيق قاعدة "5-5-5" للراحة خاصة في الأسابيع الأولى وذلك بقضاء 5 أيام في السرير، و5 أيام حول السرير حركة طفيفة، و5 أيام في محيط المنزل لضمان التعافي الجسدي الأولي.
إدارة التوتر والنوم
كما يجب تنظيم النوم عن طريق الحصول على فترات راحة إضافية، والاستعانة بمساعدة الأهل لضمان ساعات نوم متصلة، اعتمدي أيضًا تقنيات الاسترخاء والتي منها ممارسة اليوغا الترميمية أو تمارين التنفس لتهدئة الجهاز العصبي وتقليل اليقظة المفرطة.

التدخل الطبي
قومي بإجراء فحوصات للغدة الدرقية ومستويات الهرمونات، حيث قد يتطلب الاستنزاف الشديد علاجاً هرمونياً أو أعشاباً داعمة تحت إشراف متخصص.