عاشقات الشرق.. «مونيكا بولي» إيطالية الجنسية عالمية الروح والإنسانية

الأربعاء 24/فبراير/2021 - 02:46 م

إسلام علام

مونيكا بولاي، مصورة فوتوغرافية إيطالية الجنسية، عالمية الروح، دولية الإنسانية، شعارها الدائم الصورة هي صوت من لا صوت له، ومحام من لا محام له، وسفير من لا يجيد الحديث، تجولت مونيكا في العالم غربًا وشرقًا، فجذبها الشرق ببساطته وروحانيته، فحاولت جاهدة اكتشافه لأنه الأقرب لقلبها، ووجدته الأكثر كرمًا وجمالًا في العلاقات الإنسانية، حيث الود والكرم والحب والعطاء بلا مقابل.

فتقول مونيكا دائمًا، الغرب والشرق عالمان مختلفان ولكنهما يحتاجان لبعضهما البعض، تعددت رحلاتها لغالبية المدن الشرقية لكي تسعد نفسها بروحه الجميلة، وعبرت عنه بصورها التي تملئ شوارع المدن الأوربية، ما سمعته من قصص وما قرأته في كتب التاريخ وما سمعته من قصص المهاجرين لبلدتها شجعها وحفزها للسفر لاكتشاف ما وراء البحر.

شعرت مونيكا أن "الآخر" يظلم فأرادت اكتشاف الحقيقة بنفسها، ورغبتها في الاكتشاف والمعرفة حفزها للسفر ومعرفة الآخر، واكتشاف الشرق الأوسط الذي له تأثير ما زال حتى الآن في الدول الأوربية، ومع سفرها وتجوالها في البلاد الإسلامية أخذت توثق حياتهم بالصور فهي سفير من لا صوت له.

صورت الفقير والغني ومن يصلي ومن يأكل ومن ينام ومن يعمل، وبقدرتها على التعايش معهم والتقرب منهم استطاعت أن توثق لحظاتهم السعيدة والجميلة فجاءت كأفضل من عبرت عن ابتساماتهم فلم تأتي صورها متكلفة أو متصنعة، فكانت تظل بالأيام وأحيانًا بالأسابيع لكي تلتقتط صورة معبرة.

ولهذا أبدعت في عرضها عندما عرضتها بأحجام كبيرة للغاية في الشوارع والأزقة ليقرأ الناس من خلالها ما لا يعلموه عن الشرق من سماحة وطيبة وهدوء وبشاشة ولتحدث ألفة بينهم.

وكل هذا بكاميرا بعدسة 35 ملم وهي عدسة وحيدة التقت بها آلاف الصور ولا تستخدم حامل ولا فلاش فالطبيعة وحدها من تصنع صورتها، حيث اخترقت الحاجز النفسي للشرقيات بصغر كاميراتها، فالصورة تستمد روحها من الواقع، والواقع أجمل بكثير من الخيال.

عملت مونيكا طوال سنوات حياتها لإيصال أصوات الشرقيات والأطفال وكل من لا يستطيع الوصول لوسائل الإعلام الغربية بسلاحها الوحيدة ألا وهو الصورة.

وتقول مونيكا عن تجربتها: "حاولت التقريب بين العالمين، الشرقي والغربي، فكلنا بشر ونعيش على نفس الأرض، فمسارنا ومصيرنا واحد".