الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

وهيبة فارع.. صاحبة فكرة أول جامعة أهلية في اليمن

السبت 27/فبراير/2021 - 02:58 م
هير نيوز

تباينت حولها الآراء ووجهات النظر، فهناك من يراها "أضعف الناس"، على عكس وصفها من قبل البعض "بالمرأة الحديدية"، وذلك بالنظر إلى ما تتمتع به من قوة شخصية، وصرامة، وجدية في التعامل أثناء العمل، وروح مفعمة بسيل من الأفكار الثورية والنضالية، ورثتها من أزمنة الكفاح والدفاع عن الثورة اليمنية ومكتسباتها، لم تتردد في فتح باب مكتبها للجميع، إنها "وهيبة فارع"، أول امرأة يمنية تتسلم حقيبة وزارة حقوق الإنسان، قبل أن تودعها وتتولى حاليًا مهمة عميد معهد العلوم الإدارية بالعاصمة صنعاء.

وهيبة غالب فارع الفقيه، باحثة علمية، وناشطة سياسية، من مواليد تعز عام 1954، وقد درّست في قسم أصول التربية في جامعة صنعاء وحصلت على ليسانس آداب من الجامعة ذاتها عام 1976، وعلى دبلوم في التربية من جامعة عين شمس، وكذلك على دكتوراه الفلسفة في التربية والتخطيط التعليمي من الجامعة نفسها عام 1987، وتقيم في ‏صنعاء‏، ولديها خمسة من الأولاد.

حصلت بعد الثانوية على منحة من الجامعة الأمريكية في بيروت، بعد دراسة اللغة الانجليزية في "الكامب" الأمريكي في تعز، وفي فترة انتظار المنحة في صيف عام 71 بتعز، عملت في شركة التبغ والكبريت لمدة شهرين، تدربت فيهما على التوثيق وتعلمت خلالها الطباعة على الآلة الكاتبة التي كانت في تلك الأيام مهمة غير ممكنة، ثم التحقت بالتدريس بمدرسة محمد علي عثمان لمدة فصل دراسي، لكن تأخر المنحة جعلها تعود للدراسة في جامعة صنعاء التي كانت سيرت عامها الثاني لـ25 طالبًا وطالبة كانت منهم.

بعد فترة الدراسة في الجامعة عملت أشياء كثيرة منها، أنها درست في مدرسة بلقيس للبنات، وبعدها تخرجت والتحقت بلجان التصحيح في عهد الرئيس السابق إبراهيم الحمدي، ومع عملها كمعيدة في الجامعة لمدة سنتين للدراسات العليا، وكانت المنحة الدراسية الأولى لها إلى بريطانيا بعدها عادت إلى القاهرة، وهناك درست التخطيط التربوي في مرحلة الماجستير، وأكملت الدكتوراه في نفس التخصص رغم ظروفها، فقد تزوجت وأنجبت أبنائها الأول والثاني خلال فترة دراستها في هذه المرحلة.

تروجت من رئيس مؤسسة التأمين علي هاشم، وهو من مناضلي الثورة اليمنية، وكان نائب رئيس أركان ورئيس مؤسس للمؤسسة الاقتصادية العسكرية ومؤسسة التجارة الخارجية، وكان ضمن من تم نفيهم إلى الجزائر نهاية 69 بعد حركة نوفمبر مع مجموعة كبيرة من الضباط، ثم تم ترحيلهم فيما بعد إلى الاتحاد السوفييتي، وهناك استكمل دراسته في أكاديمية لينين العسكرية، وتزوجت بعد عودته في عام 74. 



عملت مُدرّسة متطوعة في برنامج محو الأمية وتعليم الكبار بين عامي 1972 و1974، ومُدرّسة ووكيلة مدرسة بلقيس للبنات بصنعاء 1975، وشغلت عدد من المناصب الأكاديمية المختلفة، منها عميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية سابقًا، ورئيس أمناء جامعة أروى، إضافة إلى كونها باحثة ومحاضرة لدى ‏جامعة الملكة أروى‏، وكان آخرها رئاسة الجامعة، قبل قبولها منصب وزيرة دولة لحقوق الإنسان عام 2001، وكانت أول وزيرة في اليمن.

كان عملها الاجتماعي والأكاديمي والسياسي، على أكثر من صعيد هو من رشحها لتكون أول وزيرة في الحكومة العاشرة تقريبًا حكومة دولة عبد القادر باجمال عام 2001، وكانت أول حكومة يتم فيها مشاركة المرأة مشاركة فعلية بشكل حقيقي.

وترى "وهيبة فارع" أن استحداث وزارة لحقوق الانسان في اليمن يوضح الاتجاه العام للدولة، والاهتمام الخاص بقضايا حقوق الانسان بشكل عام، وبقضية المرأة بشكل خاص، مؤكدةً على التطور الذي طرأ على أوضاع المرأة اليمنية، في العشريات الأخيرة سواء من حيث عدد المتعلمات والمدارس والتحاق المرأة بكافة الوظائف الحكومية على السواء.

وشددت على أن هناك توجهًا نحو التنمية بشكل عام، ونحو تفعيل دور المرأة بأكثر من طريق وهي زيادة فاعلية عمل المرأة في مواقع اتخاذ القرار أو في مجالات التسيير والتنفيذ، بالإضافة إلى رأيها فى أن ملف حقوق الإنسان في اليمن، يبدأ من المنطلق الشامل الذي يتوافق مع إمكانيات اليمن والتزاماتها تجاه حقوق الإنسان، ثم يأتي بعد ذلك التدرج في قضايا أخرى حسب أهميتها وأولوياتها.

كانت صاحبة فكرة تأسيس جامعة أهلية على أساس التغيير والمنافسة وليس الربح، بالشراكة مع بعض الشركاء من الأهل والأصدقاء الأكاديميين، بالإضافة إلى أنه من خلال عضويتها في اللجنة العامة لليونسكو، تكونت لديها رؤية للتعليم في العالم العربي الأهلي، حيث كان رأس مال الجامعة "سمعتها".

ads