الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نادية حسام الدين.. قديسة الحياة الزوجية

الأحد 16/مايو/2021 - 08:21 م
هير نيوز

على الضفة الشرقية لنهر النيل الخالد، ولدت الشاعرة والكاتبة نادية حسام الدين في إحدى قرى مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، اكتسبت من النهر عطاءه، ومن تدفق أمواجه قوتها، ومن طين ضفتيه الأصالة والوفاء.

قديسة الحياة الزوجية
نشأت معطاءة كريمة إلى أبعد حد، وعندما اقترنت بأحد المحامين، بدت براعته وكفاءته، إذ كانت تُهيئ له سُبل العيش الهانئ، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على عمله، نجاحًا فوق نجاحه، وتقدمًا بعد تقدم، واكتشف الخلطاء والمحيطون أن كلمة السر في تفوقه على أقرانه: «نادية».


حسن ونعيمة
قصة حبهما كزوجين، في محيطهما، شهرة «حسن ونعيمة»، وصار الثنائي "حمزة ونادية" مضرب الأمثال في قصص النجاح الأسرية.

ولأن الرياح تأتي دائمًا بغير ما تشتهي السفن، فقد شاءت الأقدار أن يُصاب «حمزة» بالداء اللعين في كبده، ليقرر الأطباء ضرورة زرع «فص كبد»، وأصرّت «نادية» أن تكون هي المتبرعة لتتوّج رحلة عطائها، رغم إلحاح أشقائه أن يكون أحدهم هو المتبرع.

سبق السيف العذل
وأمام إصرارها حدد الأطباء تمام السابعة من صباح أحد الأيام لإجراء الجراحة، لكن «سبق السيف العذل»، إذ صعدت روح حمزة إلى بارئها مع إعلان الديكة قدوم فجر اليوم نفسه، تاركًا لزوجته زهرتين "محمود، محمد"، وهنا.. أدركت «نادية» أنها صارت لنجليها أبًا وأُمًا.

ونذرت نفسها – رغم كثرة الخُطّاب – لتربية نجليها، لتبقى قديسة طاهرة قانعة بـ«أن السنين الخضر ستفرّع حتمًا الدنيا نور وحياة أنا طيّبت مأكلهم ومشربهم حفظت لهم براءة أرضهم فيـّا مسكت بإيدي كل العمر مدخَّلتش حياتي ظلم وداعية لهم.. وعارفة إني دعايا مجاب».

راحت نادية حسام الدين تدفن أساها، لا تبوح ولا تشكو، تضفر أوجاعها بإبداعاتها التي تخطت حدود الزمان والمكان، ليصدر لها عن فرع ثقافة كفر الشيخ «همس الجواري» ديوان شعر بالفصحى، ولها تحت الطبع «ضحكة مني اتسرسبت» بالعامية، بالإضافة إلى عدد من السهرات والمسلسلات الإذاعية.

لكنها – وهى الصلبة الجَسور- لا تلبث أن تغلبها طبيعة الأنثى بين الفينة والفينة فتردد:
«عرفت الآن أن العمر متكىءٌ على صبري وسوف أفر من أمسي إلى أمسي لأحيا عمريَ الباقي بلا نصَبٍ ولا حزَنٍ فأسمح للفؤاد المُنحنِي خجلًا بأن يهديك ما تبغيه من جلَدي».


اقرأ أيضًا.. 

حصاد
الآن.. وبعد أكثر من 17 عامًا من رحيل شمس عمرها ورفيق رحلتها، تبتسم لها الحياة، حين يتخرج نجلها الأكبر في كلية الحقوق، ليخلفَ أباه في عمله، لتنطلق إلى قبر زوجها الراحل فتزف له البشرى، وتقف أمام شاهد القبر الذي تحرص على زيارته أسبوعيًا، لتحكي له تفاصيل حياتها مع الطفلين الذين صارا رجلين يشار إليهما بالبنان، أحدهما صار محاميًا فذًا كأبيه والآخر على وشك التخرج في كلية الذكاء الاصطناعي.

ads