السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«أكاديمية الوحوش».. فتيات يحاربن التحرش بالفنون القتالية

السبت 17/أبريل/2021 - 11:15 ص
فتيات يحاربن التحرش
فتيات يحاربن التحرش بالفنون قتالية

من "رحم المعاناة يولد الأمل"، هكذا استطاعت سماح أحمد أن تحوّل المحنة إلى منحة، هي فتاة تحولت من معتدَى عليها إلى مدافعة عن نفسها، بل ومدربة للفنون القتالية.

- لم تسلم من التحرش


كلما خرجت من منزلها، عادت باكية، تدفن رأسها بين ذراعيها وتدخل في وصلة من البكاء، تتساءل: لماذا أصبحوا هكذا؟.. فلا تجد جوابًا، فرغم حرصها على أن تقطع الشارع بخطىً ثابتة، إلا أن ذلك لم يمنع عنها أعين المتربصين من ضعاف النفوس ومعدومي الأخلاق.

كثيرًا ما تنامت إلى مسامعها عبارات ركيكة، وكلمات بذيئة يطلقها عدد من المتسكعين، وفي زحام الأسواق تتعرض للتحرش، وكثيرًا ما كانت تفكر في الالتفات إليهم لتعاتبهم وكثيرًا ما رغبت في أن تصرخ، لكنها كانت تتراجع في اللحظة الأخيرة، حتى جاء اليوم الذي اتخذت فيه قرارًا غير تقليدي.

- لحظة اتخاذ القرار


عادت سماح إلى منزلها وقد اتخذت قرارًا لا رجعة فيه، بقي فقط أن تخبر العائلة بقرارها، وحين تحلّقت الأسرة حول مائدة الطعام راحت تروي لهم تفاصيل تعرضها للتحرش والمضايقات، وقالت لأسرتها: "لقد قررت أن أتعلم رياضة المصارعة لأستطيع حماية نفسي من هؤلاء المتحرشين"، ولكن رغبتها قوبلت برفض العائلة، فلم يكن من السهل قبول فكرة ممارسة ابنتهم إحدى الرياضات العنيفة.

اقرأ أيضا.. تحرش في الإنترفيو.. 5 نصائح للفتيات عند التقدم لوظيفة جديدة


إصرار


وأمام إصرار سماح، وافقت الأسرة لتبدأ في الانضمام إلى فريق المصارعة التايلاندية.

بعد إلمامها بتفاصيل تلك الرياضة، استطاعت أن تستعيد ثقتها بنفسها، ووجدت لديها رغبة أكيدة في نقل خبرتها لأخريات، فقررت افتتاح صالة رياضية لتعليم غيرها فنون القتال وأسمتها "أكاديمية الوحوش".

ولم تكن سماح تمتلك في البداية المال اللازم لإنشاء أكاديميتها لكنها استطاعت بمساعدة الأقارب والأصدقاء تغطية نفقات التأسيس.

حكاية الـ 40 فتاة


اليوم وبعد 5 سنوات، تخرجت على يد سماح أكثر من 40 فتاة، انضممن إلى أكاديمية الوحوش بهدف حماية أنفسهن والتصدي للمتحرشين، باعتبار رياضة المصارعة التايلاندية تساعدهن أيضًا على التخلص من المشاعر السلبية وتجاوز تجارب التحرش الجنسي التي تعرضن لها وتعزز شعورهن بالتمكين، ورفض المواقف التقليدية التي يتم من خلالها إلقاء اللوم على النساء في الاعتداء الجنسي، بدلًا من الرجال المتحرشين.

ads