بعد كثرة ضحايا سائقي أوبر.. كيف يتحقق الأمان في سيارات النقل الذكي؟
تستهلك ربع مليون بطة في رمضان.. مدينة المذبحة الكُبرى
الجمعة 16/أبريل/2021 - 03:19 ص
ربع مليون بطة في رمضان
لكل محافظة خصوصيتها وتقاليدها في إحياء المناسبات الاجتماعية والدينية، وتمثل بورسعيد حالة خاصة بين محافظات مصر، لكونها مدينة ساحلية وبها واحد من أقدم الموانئ البحرية ما جعلها مقصدًا للعديد من الجاليات الأجنبية وخصوصًا في المنطقة المُطلة على القناة.
الديك الرومي
في أواخر القرن الثامن عشر، وجد البورسعيدية أن الأجانب من المهندسين ومرشدي الملاحة وعمال القناة يبحثون عن طيور "الديك الرومي" كتقليد لإحياء عيد رأس السنة الميلادية، ولأن أسعار الديك الرومي مرتفعة كونها من الطيور المميزة ذات اللحم الشهي، فقد تفتقت قريحة أبناء المدينة العريقة عن حيلة ذكية لمحاكاة الأجانب في هذه المناسبة، فرأوا في البط بديلًا للديك الرومي، حيث أن البط متوفر ورخيص الثمن نوعًا ما مقارنةً بالرومي.
مذبحة البط
وما بين رأس السنة وشهر رمضان يحرص مواطنو بورسعيد على أكل البط، الذي اعتادوا عليه كوجبة أساسية وتقليد خاص بهم في المناسبات، وتشير الإحصائيات إلى استهلاك البورسعيدية لنحو ربع مليون بطة خلال شهر رمضان الكريم سنويًا، حتى أطلقوا عليها اسم "مذبحة البط" الكبرى.
منافسة
وتُعد ""مذبحة البط" إحدى العادات والتقاليد التي توارثها أبناء مدينة بورسعيد مع نشأة المدينة عام 1859م كنوع من المنافسة بينهم كعمال مصريين يشاركون فى حفر قناة السويس وبين العمال الأجانب المقيمين فى محافظة بورسعيد، والتي لم تكن امتدت بكل هذه المساحة، حيث كانت قاصرة على منطقتين سكنيتين فقط هما الأولى "الحي الإفرنجي" ويقطنه العمال التابعون للجاليات الأجنبية، والثانية "حي العرب" ويقيم فيه العمال المصريون.
اقرأ أيضًا.. منيو رمضان 2021.. طريقة عمل يخني البط بالبرتقال مع الأرز البسمتي
عادة سنوية
الرعيل الأول من المصريين الذين استوطنوا المدينة الباسلة "بورسعيد" أرادوا أن يكون لهم طقوسهم وتقاليدهم التي تحاكي عادات الأجانب لكنها تختلف معهم في نفس الوقت، فلجأوا إلى "البط" كعادة لاستقبال شهر رمضان المعظم، فيزين البط موائد إفطارهم في أول أيام الصوم، ليصبح تقليدًا تراثيًا تتميز به المحافظة التي تأسست في عهد والي مصر الخديوي سعيد وذلك في 25 من شهر أبريل 1859 عندما بدأ فرديناند ديليسبس مشروع حفر قناة السويس.
