الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ماذا قال الشيخ الشعراوي عن «أصحاب السبت»؟

السبت 15/مايو/2021 - 09:00 م
الشعراوي
الشعراوي

وقعت أحداث هذه القصة في قرية تُسمى "أيلة" وهي تقع علي شاطئ بحر القزم، قال ابن عباس: إن قومًا من بني إسرائيل في زمن داود "عليه السلام" سكنوا قرية علي شاطئ البحر بين مصر وحطين يقال لها "أيلة" وقال أيضًا: إن الله افترض على بني إسرائيل اليوم الذي أُفترض عليكم في عيدكُم "يوم الجمعة" فخالفوا إلى السبت فعظموا وتركوا ما أُمروا به، فلما أبوا إلا لزوم السبت ابتلاهم الله فيه، فحرم عليهم ما أُحل لهم في غيره، فحرم عليهم في "السبت" صيد الحيتان وأكلها.

وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم الحيتان شرعًا إلى ساحل بحرهم، حتى إذا مضى يوم السبت، ذهبن فلم يروا حوتًا صغيرًا ولا كبيرًا، حتى إذا جاء السبت الذي يليه آتين سرًا، فإذا ذهب السبت ذهبن!!

من هم أصحاب السبت؟، وكم مرة ورد ذكرهم في القرآن الكريم؟، وما هي قصتهم؟.

الشيخ الشعراوي إمام الدعاة تناول قصتهم في خواطره فقال: ورد ذكر أصحاب السبت في القرآن الكريم بالتفصيل في سورة الأعراف الآيات 163-166.
وقال الله تعالى في سورة الأعراف: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِين".

وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ". البقرة 65

وقال تعالى في سورة "النساء": "أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا" النساء 47

وأضاف فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة رحمه الله في خواطره: أبطال هذه الحادثة جماعة من اليهود كانوا يسكنون في قرية ساحلية اختلف المفسّرون في اسمها، وكان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله لأنه تعالى فرض عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يومًا للراحة والعبادة لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.

اختبار العزيمة
وحان موعد الاختبار والابتلاء، اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله، وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة، تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.

ابتلاهم الله عز وجل بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها، ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع، فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل كعادة اليهود وبدأوا بالصيد يوم السبت. وأقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.

فانقسم أهل القرية لثلاث فرق: فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة، وفرقة لا تعصي الله وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة سلبية لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المنكر.

وكانت الفرقة الثالثة: تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟، إنهم لن يتوقفوا عن احتيالهم، وسيصيبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم، فلا جدوى من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته.

وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته كان الناهون عن المنكر يجيبون: إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر لنرضي الله سبحانه ولا تكون علينا حجة يوم القيامة، وربما تفيد هذه الكلمات فيعودون إلى رشدهم، ويتركون عصيانهم.

نتيجة العصيان
وبعدما استكبر العصاة المحتالون، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعًا معهم جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب.

ولقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكان العذاب شديدًا، لقد مسخهم الله وحوّلهم لقردة عقابًا لهم لإمعانهم في المعصية.

وتحكي بعض الروايات أن الناهين عن المنكر أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد، فتعجبوا وذهبوا لينظروا ما الأمر، فوجودو المعتدين وقد أصبحوا قردة، فعرفت القردة أنسابها من الإنس، ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي، فيقول: ألم ننهكم! فتقول برأسها.. نعم.

أما الفرقة الثالثة التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المنكر، فقد سكت النصّ القرآني عنها ربما إهمالا لها لموقفها السلبي.

اقرأ أيضًا..

ads