الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

فاطمة مادا بيو.. صرخة إفريقية في وجه زواج القاصرات والعنف ضد المرأة

السبت 17/يوليه/2021 - 09:09 ص
فاطمة مادابيو
فاطمة مادابيو

انطلقت صرخة مدوية من أعماق إفريقيا لمكافحة العنف ضد المرأة، داخل مجتمع تحكمه القبيلة، تأتي تلك الصرخة من أنثي تتربع على عرش تلك البلاد، إنها السيدة الأولى في سيراليون، فاطمة مادا بيو، ولعل المنصب الذي تشغله تلك السيدة لا يوضح بجلاء رحلتها من عذاب الطفولة إلى  النجومية في الخارج إلى العودة كسيدة أولى للبلاد.

ضحية ناجية من زواج القاصرات

كانت الصرخة الأولى لمادا بيو في مدينة كابو السيراليونية من أب سيراليوني وأم جامبية، ثم حملت مادابيو حقيبتها الأولى في مدرسة أنصار الإسلام الابتدائية، وذهبت في وقت لاحق إلى مدرسة القديس يوسف كورنيت الثانوية في فريتاون.

وتحدثت مادابيو عن طفولتها، موضحة أنها نجت من أن تكون ضحية لزواج القاصرات في الرابعة عشرة من عمري، كان والدي قد وجد لي عريسًا لكنني كنت محظوظة بما يكفي للهروب من زواج مبكر.


نجمة إفريقيا

كتب السفر حياة جيدة لفاطمة؛ حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف في الفنون الأدائية من معهد روهامبتون في لندن. كما حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب في الصحافة من جامعة الآداب كلية لندن للاتصالات في عام 2017.

بدأت العمل في صناعة السينما الإفريقية بلندن؛ حيث كتبت وتمثلت وأنتجت أفلام هوليود، وحصدت جائزة أفضل ممثلة مساعدة في عام 2011، وفي عام 2013 حصلت على أفضل ممثلة في حفل توزيع جوائز الأوسكار الإفريقي في واشنطن العاصمة.

الزواج يغير حياة مادابيو

بدأت حياتها الشخصية بالزواج من لاعب كرة أنجبت منه طفلين، وبعد انفصالها عنه تغيرت حياتها عندما أعجب بها جنرال سيراليوني متقاعد هو الجنرال جوليوس مادابيو، وكان حينذاك قاد انقلاب في البلاد نجح فيه أن يطيح بالديكتاتورية، وبدلاً من أن يتمسك بمقاليد الحكم، أجرى انتخابات ولم يترشح بها، واكتفى بعودة الديمقراطية في البلاد، وبالفعل وافقت على الزواج منه في حفل خاص بلندن.

لم تكن تعلم أن الأيام تخبئ لها أنها ستكون السيدة الأولى لسيراليون، عندما ترشح زوجها وفاز بالرئاسة، ولكنها لم تعتبر المنصب مجرد واجهة أو نفوذ لها ولكنها استغلته لصالح شعبها.


انطلاقة نحو رفع الظلم عن المرأة

"كوني السيدة الأولى منحني الفرصة لتوسيع نطاق حملاتي"، تلك الكلمات تشرح بها كيف ترى مادابيو حدود منصبها؛ حيث تقود حاليًا حملة ضد قضايا زواج الأطفال والعنف الجنسي الذي يؤثر على الفتيات والنساء تحت شعار "ارفعوا أيديكم عن فتياتنا"، وهي حملة لم تبدأ من تولي زوجها الرئاسة ولكن كانت جهودًا شخصية قبل ذلك منذ أن كانت مراهقة، في كل من غامبيا وسيراليون وحتى في المملكة المتحدة.

تهدف حملة مادا بيو إلى "تمكين المرأة" في كل مجال، وتحتوي الحملة على العديد من القضايا المحددة التي نهدف إلى معالجته، مثل الزواج المبكر، والعنف الجنسي، مع التركيز على الاغتصاب، والإتجار بالأطفال والبغاء، وتعزيز التثقيف في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، ومنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز من الأم إلى الطفل.

كانت من العلامات البارزة على الطريق لمادا بيو عندما أعلن رئيس سيراليون أن الاغتصاب يمثل حالة طوارئ وطنية في فبراير 2019، والأجرأ من ذاك كامرأة دعى فريق حماتها رؤساء القبائل وزوجاتهم لإيجاد أرضية مشتركة للعمل.

اقرأ أيضًا.. 

ads