كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة مساء كان محمد مرزوق يعمل على التوك توك الذي يمتلكه صديقه عبد الحميد الذي طلب منه توصيل مبلغ مالي لمطلقته التي تقيم لدى والدها بمنطقة ترعة الشيتي بطنطا وإحضار طفليه سامية (8 سنوات) وعادل (6 سنوات) لرؤيتهما، أخذ محمد المبلغ وسلمه لطليقته وأخذ الطفلين وانصرف بالتوك توك.

مضى الوقت وانتظر عبد الحميد أن يأتي صديقه ومعه الأولاد لكنهم تأخروا عليه كثيراً فاتصل به فوجد هاتفه مغلقاً فأسرع بالاتصال بمطلقته ليطمئن عليهم، لكنها فاجأته أن الأولاد ذهبوا مع صديقه منذ فترة، ساوره القلق، الوقت يمر والطفلان اختفيا.

خرج الأب للبحث عنهما في كل مكان دون جدوى حتى وجد التوك توك قادماً من بعيد، كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة صباحاً، نزل الطفلان من التوك توك يجريان نحو والدهما يحاولان التقاط أنفاسهما، فاحتضنهما بينما لم تنزل عين صديقه محمد من عليهما محدقة بشكل مخيف رافعاً إحدى حاجبيه دون أن يشعر الأب بشيء وعنفه على التأخير، لكنه بكل هدوء أخبره أن طليقته طلبت منه توصيلها لشراء علاج والتنزه مع الأولاد بمنطقة الاستاد، وتركه وانصرف إلا أن نظراته المريبة لم تنقطع تجاه الطفلة الصغيرة سامية وكأنه يحذرها من البوح بشيء مما فعله معها.

أخذ الأب الطفلين وصعد للمنزل دون أن يشك في شيء واتصل بطليقته ليطمئنها عليهما، أما الطفلة سامية وشقيقها عادل فقد تملكهما الخوف والفزع لكنهما لم يستطيعا إخبار والديهما، وفي عصر اليوم التالي أرسل الأب الطفلين لأمهما ولأول وهلة لاحظت وجود إصابات بظهر ابنتها فسألتها ماذا حدث؟ فبكت الطفلة بشكل هيستيري وسردت لها الحكاية، كلمات صادمة وصاعقة وقعت على قلب الأم أثناء حديثها مع طفلتها البريئة، لم تستوعب الأم ما سمعت قائلة لها "احكيلي يا حبيبتي ومتخافيش محمد عمل معاكي إيه؟ ".

وروت الطفلة القصة بالتفصيل قائلة: "محمد بعد أما أخدنا من عندك ودانا التُرب في مكان ضلمة وساب أخويا فوق سقف التوك توك وكتفني من ايدي ورجلي وضربني بحديدة على ضهري وقام بنزع ملابسي واعتدى عليْ من الخلف وأنا باقول له "حرام عليك يا عمو سيبني أروح"، وحاولت الاستغاثة لكن مفيش حد والمكان ضلمة، ثم بكت، وانهارت الأم وأسرعت بإبلاغ طليقها بما حدث وتوجهت لقسم ثان طنطا لتحرير محضر بالواقعة حمل رقم  55323 لسنة2021، وقام والد الطفلة باستدراج المتهم وطلب مقابلته لتسليمه التوك توك ليعمل عليه وقام رجال المباحث بضبطه.

 وبمواجهته، نفى ما نسب إليه من اتهام وأحيل للنيابة وتولى مصطفى الحسيني وكيل النيابة التحقيق بحضور خالد محمد سكرتير التحقيق، وقرر وكيل النيابة إحالة الطفلة للطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها؛ لإثبات ما بها من إصابات وحبس المتهم احتياطياً على ذمة التحقيق لحين ورود التحريات التي أجراها النقيب محمود هلال بإشراف المقدم أحمد الحجار رئيس مباحث قسم ثان طنطا/ والتي توصلت إلى صحة الواقعة وباستدراج الطفلة وشقيقها إلى مقابر عوارة للتعدي عليها، وما إن وصل بهما لمنطقة المقابر ارتكب جريمته الشنعاء، وبالعرض على النيابة قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وتجديدها 15 يوماً أخرى تمهيداً لإحالته لمحاكمة عاجلة.