السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

تنبؤات مرعبة.. سارة وخلود توقعا سيناريو وفاتهما.. وعلماء الدين يفسرون الظاهرة

السبت 07/أغسطس/2021 - 04:26 م
هير نيوز

فتيات تنبأن بدنو الأجل واقتراب موعد الرحيل عن دنيانا إلى العالم الآخر، والحالة التي نحن بصددها توقع صحباتهن سيناريو موتهن، وكأننا نشاهد فيلمًا سينمائيًا، والأكثر من هذا أنهن شاهدن مراسم جنازتهن، وماذا يفعل صديقاتهن أو وأسرهن ومحبيهن بعد رحيلهن، فمعرفة الغيب هي أمور تخص الخالق لا أحد يستطيع مجرد التفكير فيها، ولكن هناك وقائع وحالات مؤخرًا نسرد بعضها ونتطرق لرأي الدين لمعرفة السبب وراء ذلك.
 

كانت مستشفى الزقازيق الجامعى شاهد عيان على أحد فصول قصة قد تصنف بين المبكيات فى ألمها المضحكات فى أثرها؛ بعدما صعدت روح فتاة تدعى «خلود أحمد غياتي» إلى بارئها بعد رحلة علاج ومحاولات مستميتة لإنقاذ حياة كتب لها النهاية فى الليلة التى كانت من المفترض أن تكون ليلة زفافها وهي ابنة الحادية والعشرين ربيعا، فى قصة حملت شتى ألوان الحزن والفرح جنبا إلى جنب، حتى أن وداع المتوفاة كان أشبه بزفها إلى حياة جديدة.
 

على بعد أمتار من وسط المنطقة المعروفة بمساكن السلام القديمة ببندر مركز ومدينة ههيا وسط محافظة الشرقية بدأت القصة، أسرة بسيطة قوامها أب يعمل بمجال البناء، وأم بسيطة ربة منزل، وأبناء ثلاثة أكبرهم «خلود» التى أنهت تعليمها بالحصول على دبلوم صنايع، لتسكن المنزل ويأتيها فارس أحلامها، الذي كان شابا يكبرها بنحو ثلاث سنوات، يدعى «أشرف محمد العطار»، أحبها وتعلقت قلوبهما بحب الله يأملان أن تجمع بينهما مودة ورحمة تحت سقف يجمعهما يوما، فيما انتهت مراسم الخطوبة وبعدها ببضعة أشهر عقد القران نهاية الشهر المنقضي، قبل أن يتحدد موعد الزفاف المنتظر لبدء حياتهما الزوجية الجديدة.

كعادة أى زيجة يتم جلب الأثاث والمنقولات إلى منزل الزوجية قبيل حفل الزفاف بمدة تصل إلى أسبوع، وهو ما حدث يوم الجمعة قبل الماضية، إذ جلب أهل وأقارب العروسين «عزالهما» إلى مسكن الزوجية الجديد، وأغلق الجميع الشقة وعادت العروسة تملؤها السعادة وتطل الفرحة من عيناها، وقلبها يحدثها بما تأمله فى أن يكون يوم الخميس التالى ليلة عمرها وزفافها على من تزوجته واختارته رفيقا لها.

عادت الفتاة إلى بيتها لتغير ملابسها استعدادا للذهاب إلى حفل زفاف إحدى صديقاتها، فيما هبطت من المنزل لتجد عمها «محمود» فى الشارع، وعلى غير العادة أعطته قبلة على وجنته وكأنها تودعه، فى موقف سرده الرجل بدموع ولسان حاله يغالبه الوجوم: «كأنها كانت بتودعني»، قبل أن يشير إلى أن ذهابها إلى حفل زفاف صديقتها كان آخر شيئا فعلته فى الحياة؛ إذ سقطت مغشيا عليها فور وصولها إلى صديقتها، ليتم نقلها على الفور إلى مستشفى ههيا المركزى، وهناك تبين خطورة حالتها ليتم تحويلها إلى مستشفى الزقازيق الجامعى، والذى مكثت به ستة أيام تبين خلالها معاناتها من وجود أنيميا وتكسير فى الدم، لتفارق الحياة جاء ذلك ليلة الخميس، التي كانت من المفترض أن تكون ليلة زفافها وعرسها.
 
جفف الرجل دموعه قبل أن يشير إلى أن ابنة شقيقه كانت طيبة لا يعرف الخطأ إليها سبيلا، يعرفها الجميع بدماثة الخلق ويصفها أغلب الناس بطيبتها وبشاشة وجهها، حتى أن فراقها كان غريبا لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يصنف فراق موت، بل كان المشيعون يعتبرونها عروسة تزف إلى ميعادها فى جنات الخلد، فيما تم تزيين النعش الذي حمل جثمانها بالورود وطرحة الزفاف.

حضور الجنازة قدر بالمئات، أغلبهم كانت فتيات تربطهن صداقة مع المتوفاة، فيما كان مشهد الوداع أسطوريا دوت خلاله الزغاريد وبلغت عنان السماء لتعلن عن فرحة تزف صاحبتها للجنة، فى أمر بدا عصيا على الفهم والإدراك في حينه، حتى أن عم الفتاة أكد على أن الجنازة شهدت حضورا طاغيا لصديقات وزميلات ابنة شقيقه، والتى تبين فيما بعد أنها أوصت بتفاصيل كثيرة حدثت فى جنازتها وكأنهم يعرفونها وينفذونها دون إدراك، وسط تأكيدات على أن وصية الفتاة كانت قد كتبتها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قبل تسعة أشهر وعشرة أيام على وفاتها.
 
وصية الفتاة بدأت بحديث لصديقتها وكل من لها فى قلبها درجة ومعزة بألا تهرع إذا ما جاءها نبأ وفاتها يوما، بل على الصديقة أن تأتى إليها وتجلس بجوارها ولا تخاف منها، تقرأ القرآن وتخبرها بما تريد في أذنها، وستسمعها، فى رجاء ألا يصرخ عليها أحد أو يعلو صوته لأجلها لئلا يكون ذلك سببا في عذابها.
 
وشملت الوصية ترك من يغسل جسد صاحبة الوصية يغسلها، وأن تهرول صديقاتها بحثا عمن تعطيانه الصدقات ليدعو لها، وإذا ما انتهى الغسل وتم تكفيين الجثمان فلتحملنه صديقاتها مع الحاملين فى النعش حتى باب القبر، لأن صاحبة الجنازة ستكون مطمئنة آنذاك وهن يحملنها، قبل أن تطلب صراحة ألا يتم دفنها ليلا وأن تكون أول ليلة لها فى القبر نهارا لأنها تخاف الظلمة، فى رجاء آخر بأن يمكث المشيعون إلى جوار القبر يدعون لصاحبته ويستغفرون لها، فهى لا تريد سرادق عزاء أو بهرجة، وأن من يحبونها عوضا عن ذلك عليهم أن يخرجون قيمة السرادق صدقة جارية على روحها، وإذا ما غلب الصديقات الحزن وداهمتهن الدموع فليتذكرن مواقف جمعت بينهن وبينها ويضحكون، وإذا ما كانت لدى أي منهن مشاعر حزن منها فلتسامحها ويشهد الله على ذلك، وأن يجعل الجميع لها وردا يوميا من قراءة القرآن والدعاء، والنعى والتوقف عن الذنوب لأجلها، وعدم ترك قبرها دون زيارة، فى وصية اختتمتها الفتاة بدعاء يبدو كما لو أنه تحقق فى أن يرزقها الله صحبة إن ماتت لا تموت بداخلهم.
 
سارة تنبأت بوفاتها يوم عيد ميلادها
واقعة أخرى، دارت أحداثها في قرية الحمراوي، بكفر الشيخ، حيث شيع أهالى قريتها جثمان الممرضة سارة أشرف، بالزغاريد، كما أنها تنبأت بموتها، ويقول والدها إنها كانت تخصص جزء من وقتها لتحفيظ القرآن الكريم، بجانب عملها فى التمريض، إضافة إلى علاج المرضى في منازلهم دون أجر، وضحا أنها كانت تردد "أن بنت موت"، وطلبت منه فى حال وفاتها أن يرد شبكتها إلى خطيبها.

وتلتقط والدتها طرف الحديث،"زغردت لأول مرة فى حياتى أثناء غسلها"، وتوافد الكثير من الأشخاص على المنزل فور معرفة خبر وفاتها "كانت بتعمل خير مع الكل"، مضيفة أنها تشعر أن ابنتها الآن فى مكان أفضل، مشيرة إلى أنها تنبأت بوفاتها يوم ميلادها.. وسبحان الله جنازتها كانت عبارة عن عروس تزف إلى بيت زوجها"، وشيع أهالى قرية الحمراوى، التابعة لمركز كفرالشيخ، جثمان سارة أشرف، 23 عاما، محفظة للقرآن الكريم، وممرضة، بعد معاناتها من غيبوبة سكر توفيت إثرها.
 
صدفة
فى البداية قال الدكتور، أحمد عوض، إمام مسجد عمرو بن العاص، حينما يرى الإنسان فى المنام رؤية أو شيء ما ويكتشف بعد ذلك أنها تحدث له بالفعل، نقول "رؤية الإناس، لأنها تجري لبعض من البشر أصحاب الشفافية وصفاء روحي من قبيل الإنس والبشارة، ونحن نعلم جيدا أن سيدنا عمر كان ملهما، كما أن هناك أناس يرون النبي فى المنام وهناك آخرون لا يرونه، لكن ما نحن بصدده من تنبؤات هي أشياء من قبيل المصادفة، فالغيب لا يعلمه إلا الله، والصدفة هنا لا تعني التنبؤ وعلم الغيب هو علم الله لا يطلعه عليه أحد إلا من أطلعه الله عليه، وإن حدث شيء مثل ذلك فهو من قبيل الصدفة.
 
كما قال الدكتور أمير محفوظ محمد، من علماء الأزهر، وإمام بالأوقاف، لابد أولا أن نفرق بين الإلهام والتنبؤ والحدث وهي المنطقة الوسطى بين اليقين والإلهام، فقد يكون ذلك رؤية منامية أو شعور وجداني أو تحليل لأسباب مسبقة، منوها إلى ان علم المستقبل لا يكون فى مقدور بشر فالغيب لا يعمله إلا الله عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحد، فالأرزاق وخلق العباد والأجل كله من علم الله، والشرع الإسلامي احترم فكرة التوقع بأنه قد يتوقع الانسان لكن بناء على أحداث واضحة للعيان، مثل المرض الذي يُدخل الإنسان في غيبوبة، لكن لا يمكن تفسير ذلك بأنه نوع من علم الغيب.

اقرأ أيضًا..

ads
ads