الجمعة 10 مايو 2024 الموافق 02 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ضحت بعيونها من أجله.. عاق يطرد أمه في الشارع لإرضاء زوجته!

الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 06:27 م
هير نيوز

سيدة أكل الدهر وشرب على جسدها النحيل ووجهها الذي انعكس عليه أثار الزمن، فى بداية العقد التاسع من العمر، اسمها "س.ك"، تعيش داخل قرية بسيطة، كبرت وكبر معها أحلامها، تسترتجع شريط ذكرياتها، فى ألم وحسرة عندما كانت فتاة صغيرة وجميلة تحلم بالزواج المبكر، وتحمل المسئولية.

لتمر الأيام وتتزوج الفتاة الحسناء، وبعد شهور من السعادة والحب، رزقها الله بأول أطفالها، لتمر الشهور والسنوات وتصبح أم لولدين وفتاة، فكان الود والتضحية عنوان لحياة الأم، تسهر الليالى من أجل فلذة أكبادها، تحاول بكل طاقتها مساعدة أبنائها من أجل استكمال التعليم، لتراهم أفضل الناس بين أبناء قريتها، لتمر السنوات ويفارقها زوجها ويترك لها المسئولية الكاملة، لتستكمل الأم رحلة الكفاح واحدها مثل الكثير من الأمهات المصريات، دون أن تنتظر المقابل، ولكنها تتمنى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، ولكن القدر كان يخبئ لها ما لم تتوقعه الأم المكلومة.

التقينا بالأم داخل منزل بسيط وفى الطابق الأخير تعيش الأم العجوز، بعدما طردها ابنها من منزلها، لتقوم باستئجار تلك الشقة البسيطة لتستكمل أيامها الأخيرة بداخلها، وبوجه هادئ، يسيطر عليه الطيبة والحنان، ولكن الحزن والكسرة يكسوا ملامحها، جفونها تسيطر عليها علامات الدموع، تجلس على "كرسى" متواضع وبجوارها اثنين أخرين بصالة الشقة البسيطة، بالإضافة إلى غرفة نوم، اقتربنا منها لنبدأ الحديث معها عن حكايتها.

حكت السيدة بألم وحزن، قائلة: "عمرى ما تخيلت أن ابنى يعمل معايا كدا"، وتبدأ بسردها، منذ 3 شهور تقريبا كنت أعيش داخل بيتى الذى عشت فيه لسنوات طويلة مع المرحوم زوجى حبيبى، كنت بضحى من أجل عيون أطفالى، مرت الأيام وكبر الأولاد، وأصبح الصغير "آخر العنقود" يريد الزواج، لم أفكر لحظة فى الموافقة، بالرغم من أن أخوه الكبير لم يكن متزوج، ولكن أحلم بالفرحة، أريد أن أرى أحفادي مثل كل نساء القرية، وبالفعل تم الزواج، كعادتنا فى القرية عاش ابنى وزوجته معنا فى بيتنا، أصبحت أعيش برفقة شقيقه الأكبر، وهو وزوجته فى منزل واحد بعد زواج ابنتى والانتقال للقاهرة، مرت السنوات والحياة تسير طبيعيه للغاية، لا أنكر وجود مشاكل ولكنها العادية والتى تحدث داخل كل منزل.

وتستكمل الأم، تركت زوجة ابنى البيت، ترفض العيش معه وتريد الطلاق، فهى لم تكن المره الأولى، وفى كل مرة كان يتدخل الأقارب والجيران لحل النزاع وتعود المياه مرة أخرى لمجاريها، ولكن فى تلك المرة وضعت "مرات ابنى" شرط عليه، أنها لم تعد للمنزل إلا بعد طردي من المنزل ومعى شقيقة الكبير، وفوجئت به يجلس بجوارى، أتحدث معه كعادتى فى تلك الفترة عن الذهاب لبيت أهل زوجته، والعودة بها مرة أخرى من أجل الأطفال، ولكنه كان يخبئ لى الصدمة الكبرى، حيث قال لى "مراتى مش عايزة ترجع غير لما تمشى انتى من البيت"، لم أشعر بنفسى وقتها، الصدمة كانت قوية، لم أجب عليه، تحركت نحو باب البيت، على أمل أنه سيأتى إلى ويقول "إرجعي يا أمى ده بيتك.. وحذاءك فوق دماغى"، ولكنه تركنى أذهب وكأنه يتمنى ذلك، لم أعرف أين أذهب ولمن أشكو همى؟، ولكن قابلت وقتها أحد أبناء القرية، ويمتلك بيت بعيدا عن منزلى، ليسألنى "مالك يا أمى" انهرت وقتها فى الدموع "فالغريب يسألنى.. وابنى يطردنى".

أخبرته بما حدث ليقرر وقتها فتح شقته لى، والعيش بداخلها حتى تستقر الأمور، وعندما رفضت قال لى "هتكون إيجار" انتقلت معه ومن وقتها وأنا أعيش داخل هذا المنزل، أخبرت ابنتى التى تعيش فى القاهرة التى جاءت على الفور وحاولت أخذي معها ولكننى رفضت.

تصمت الأم المسكينة للحظات وتنهار فى البكاء وتقول بنبرة صوت مرتعشة "أنا أريد أن أموت فى بيتى.. حرام اللى بيحصل ده"، دقائق وهدأت العجوز قليلا لتتابع قائلة، لم أبخل عليه بشيء، أراد أن يكون صاحب المنزل وتنازلت له عن حقى وأمرت شقيقه الكبير بنفس الشيء، فكان يؤكد أنه متزوج ولديه أبناء، وأن شقيقه الكبير لم ينجب ويريد البيت له ولأبنائه، ولكن ابنتى وضعت شرط عند التنازل وهو أن يكتب إقرار لنا بحق الانتفاع، وبعد موتنا يحصل هو على البيت، وافقت من أجل راحته وراحت زوجته، ففى النهاية يقوم بهذا الفعل، وطردنى من بيتى!.

اقرأ أيضًا..

ads
ads