الجمعة 04 أكتوبر 2024 الموافق 01 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

12 لفافة بانجو و1000 جنيه تقضي على مستقبل مراهقة

الإثنين 06/سبتمبر/2021 - 11:34 ص
هير نيوز

هي فتاة صغيرة لاتتعدي 16 عاما لكنها الآن تقضي فترة الحبس الاحتياطي بتهمة حيازة مخدرات بغرض الاتجار، فقد جاءت من بلدتها لتصبح نجمة سينمائية ثم تحولت إلي تاجرة مخدرات، لكن حتي حلمها في ان تصبح تاجرة مخدرات كبيرة قد تبدد بعدما ألقت المباحث القبض عليها وبحوزتها 12 لفافة من نبات البانجو ومبلغ 1000جنيه حصيلة ثلاث ساعات فقط من العمل.

لم تكن نادمة إلا أنها تركت أهلها ولم تعرفهم حتي عندما كانت تحمل ألاف الجنيهات، كثيرا ما استوقفتها صور لبطلات السينما علي أغلفة المجلات الفنية أو أفيشات الأفلام كان حلم من ضمن أحلامها الكثيرة أن تصبح نجمة سينمائية ترتدي أفخر الثياب وتركب أحدث موديلات السيارات وفوق كل ذلك يشار لها في كل مكان تذهب إليه علي أنها نجمة مشهورة في سماء الفن ولذلك كانت تقف كثيرا أمام المرآة تتأمل ملامحها وتعيد علي نفسها تمثيل بعض المشاهد لنجمات السينما وكأنها لا تنقص عنهم شيئا ولا يزيدن عنها شيئا فهي تري نفسها جميلة فلا ينقصها إلا بعض المكياج والرتوش الخفيفه مما تتزين به النساء، ولكن أحلامها تلك رشحتها علي صفحة حياة سرعان مانقلبت الأمواج ولم تترك لها أي أثر بعدما أصطدمت بالواقع المرير الذي كانت تعيشه والذي حولها إلي تاجرة مخدرات تقضي الأن فترة عقوبتها .. التحول الكبير هذا الم يكن بين يوم وليلة وإنما كان من صنع الأيام .

تبلغ من العمر 16 سنة عاشتها بالطول والعرض عندما تتكلم معها تشعر أنك امام إمرأة ناضجة صارعت الأيام ولم تنهزم أمامها لكنها في النهاية طوعتها حسبما أرادت بل وركبت موجه الأيام لا تتناوبها وتركتها تجرفها إلي حيث شاءت فلم تبدأي مقاومة تذكر ولم تشأ أن تدفع عن نفسها أي تيار يدفعها لاتجاه لاترغب السير فيه.

وجدت نفسها طفلة تلهو مع مجموعة أطفال في منزل صغير باحدي القري، بعدها عرفت أن هؤلاء الاطفال التسعه هم أشقاؤها من والدها الذي يعمل قهوجي في قهوة بلدي وأم ربه منزل كل هدفها انجاب الاطفال، لإمساك زوجها بالأولاد حتي لا يتزوج عليها كما هي الثقافة السائدة في الريف ولم تعلم أن أطفالها العشرة انما هم نقم ابتلت نفسها بها وزعتهم في أرض رخوة لا أساس لها فشب كل منهم كنبت شيطاني تربوا بالكاد فكان كل يوم يمر عليهم يزيدهم هشاشه بدلا من أن يرسخ أقدامهم في الأرض.

وهكذا كانت طفولة بائسة خالية من أي براءة ولاتخلو من كثير من الشقاوة مثلها مثل كل الاطفال ولكن مالم تساوي به مع الأطفال هو أن يكون لها حلم أي طفلة تحلم بأن تدخل المدرسة وترتدي المريلة وتحمل حقيبتها في يدها وعندما تسألها عن أمنيتها عندما تكبر تختار لنفسها إحدي المهن المرموقة لكن مني لم تكن كذلك كانت أمنيتها كلها لا تتعدي الحدود التي ترمقها بعينيها حتي استقام عودها ودخلت في طور جديد من حياتها مرحلة تحسب فيها في عداد البنات لا الاطفال وبدأت عينها تطول بعد مما يتصور وفضولها يسوقها إلي حيث لاتدري ولكنها بكل جرأة كانت تقتحم هذا المجهول وتأقلم نفسها عليه وجاء الوقت الذي يجب فيه أن تتحمل بجانب والدها مسئولية أخواتها الصغار فالتحقت بالعمل في إحدي الكافتيريات وكانت مهمتها أن تسقي الزبائن.

من دلالها وخفه دمها قبل أن تقدم لهم الطلبات ورغم ماتبذله من مجهود إلا أن العائد كان ضعيفا جدا فعشرة جنيهات في اليوم الواحد لاتكفي لسد رمقها أوحتي ثمن الماكياج الذي تلون به بشرتها ولن تقول أنها لاتكاد تكفي ما كانت تحلم أن تحقق ولو حتي ثمن المجلات الفنية التي كانت مغرمه بشرائها رغم عدم قدرتها علي القراءة إلا أنها كانت مغرمة باقتناء صور الممثلين والممثلات.

حتي جاء اليوم الذي تعرفت فيه علي أحد الأشخاص من زبائن الكافتيريا رجل يبدو عليه الثراء رغم أن مظهره لا ينبيء بذلك ولكنه كان يجزل لها العطاء فوجد فيها انها بنت ذكية ولماحه فضلا عن جرأتها طلب منها أن تعمل معه ولما سألته عن طبيعة عملها الذي أغراها بعائده المادي الكبير راح يصف لها عملها بأنه عمل بسيط ستقوم خلاله بتوصيل حقيبة صغيرة بها بعض العينات من بذور الزراعة لأحد الأشخاص ولم يعد في ذلك صعوبة وبدأ التنفيذ واستلمت منه الحقيبة ولأنها فتاة داهية فقد قامت بفتج الحقيبة وهي في طريقها لتسليمها ولم تفاجأ عندما وجدت فيها عدد كبير من لفافات البانجو فقد كانت تتوقع ذلك فقامت بالأتصال بالرجل الذي سلمها الحقيبة لتساومه علي ثمنها وإلا سلمتها للشرطة أو هربت بها وباعتها لحسابها، تأكد الرجل أنه ليس أمام فتاة صغيرة وإنما امام إمرأه داهية تكيد له فقرر تعديل الاتفاق صعب الشروط التي أشترطتها عليه، وعندما إنتهت من تسليم المخدرات عادت اليه فوجدت لديه مفاجأة كبيرة لها وعرض قررت أن توافق عليه فورا أما العرض فهي أن تقوم بتوزيع لفافات البانجو علي زبائن الكافيتريا التي تعمل بها وهو ماسيحقق لها ربحا يوميا يعادل 500 جنيه يمكنها من تحقيق جميع أحلامها.

وبدأت في الترتيب لعملها الجديد تعرف كيف تلاغي الزبون وكيف تعرف إن كان بحاجة إلي مخدرات أم لا حتي اكتسبت الخبرة واكتسبت ثروة كبيرة في زمن قليل ولكنها عادت واختلفت مع صاحب الكافيتريا بل قررت ان تفتح لنفسها سوقا خاصا  أرشدها إليه التاجر الذي كانت تتعامل معه .

فى تلك الفترة تحولت أحلام مني إلي أحلام أخري هي أن تصبح معلمة كبيرة يعمل لها الناس ألف حساب ويعمل لديها عدد لابأس به من الصبيان وأن تصبح ثرية لديها بدلا من الشقة شقق والسيارة سيارات أما أهلها فقد نستهم في تلك المرحلة أو تناست قليلا مايسببه لها والدها من متاعب فجأة استيقظت مني علي كابوس مفزع وضع النهاية لكل أحلامها بعدما ذاعت شهرتها بأنها تتاجر في المخدرات وبدأت تحريات المباحث تحصي عليها أنفاسها حتي تم إلقاء القبض عليها وبحوزتها كمية من البانجو عبارة عن 12 لفافة معدة للبيع و1000 جنيه من حصيلة البيع تم إحالتها إلي النيابة التي قررت إحالتها إلى محاكمة وأصدرت حكمها بحبسها 6 سنوات.

ads