السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أميرة الحسيني تكتب.. حواء بين حرية الأرض وحرية السماء

الخميس 18/نوفمبر/2021 - 11:16 ص
هير نيوز


تعالت الأصوات في العصر الحديث مطالبة بسقف أعلى للحريات وبالأخص حرية المرأة، وقد رفعت هذه الأصوات شعارات مرضية للنفس رغم كونها تحمل في طياتها الكثير من التناقض، مثل المساواة والحرية والعدالة .

وعلى الوجه الآخر فقد تناول الإسلام قضايا المرأة برعاية وسمو وهو ما يسميه علماؤنا الأجلاء القداسة والاحترام والعدالة أيضًا.


ولو استبعدنا التناقض المشار إليه في جملة حقوق المرأة؛ حيث إن العدالة المنشودة في شعاراتهم تتنافى مع المساواة بالرجل في العمل والحياة المجتمعية؛ لما يقع عليها من أعباء مثل الإنجاب كمهمة بيولوجية لا يمكن للرجل القيام بها  والتزين والاهتمام بأنوثتها كفطرة حباها بها الله، وطاعة الزوج  وإرساء مقومات السكينة في منزلها كمسؤولية دينيه فرضها الدين الإسلامي، وتربية النشء كمسؤولية أوكلت إليها بسبب انشغال الزوج أغلب الوقت خارج المنزل؛ مما يحملها الأمانة بشكل يفوق الرجل، إلا أن الأمر انتشر بشكل سريع جدًّا، كما أنه أصبح قضية قومية يدافع عنها رجال على قدر كبير من العلم والثقافة، وهو ما دفعني لكتابة سلسلة من المقالات لمناقشة قضايا المرأة بين عدالة المجتمع وعدالة الإسلام لعلنا من خلال الطرح نحدد مقاييس الاتفاق والاختلاف بين الاتجاهين .


ويعد عمل المرأة في عصرنا الحديث من أهم مقومات النجاح لدى العديد من الأسر، وبخاصة بعد ارتفاع معدلات الطلاق فقد أصبحت المرأة هي المصدر الأساسي للدخل، وقد وجه البعض تساؤلًا استنكاريًّا عن عدم جواز عمل المرأة في الإسلام، واضعين في سؤالهم حيثيات عن أحقيتها في إثبات وجودها، وهنا استوقفني سؤال: "من قال إن الإسلام منع عمل المرأة؟!"


إن السيدة خديجة كانت تعمل في التجارة وترسل في طلب القوافل التجارية وهو ما نسميه الآن سيدة أعمال وقد ولى سيدنا عمر بن الخطاب أمرًا من أمور السوق لامرأة وكان يستمع لرأيها ويقدمه على رأيه، ولكن الإسلام وضع حدودًا لعمل المرأة مثلما يضع حدودًا لعمل الرجل ومن تلك الحدود، زيها عند الخروج من منزلها بما يناسب كونها امرأة مسلمة، وكذلك عدم خضوعها بالقول حتى لا يطمع من بقلبه مرض، وقواعد أخرى تتعلق بخلو الوظيفة نفسها من معارضة مكارم الأخلاق أو العقيدة.


وهنا يقع الادعاء المكذوب على الدين الإسلامي في مأزق الجهل والتدليس، لمن أخذ معلوماته من خبثاء يعملون لصالح ثقافات لا تنتمي لمجتمعنا ولا ديننا ولهم مآرب أخرى فربما يراد منه تجنيب الدين وإظهاره بمظهر لا يناسب التطور والحداثة وتغيرات المجتمع؛ مما يتيح الفرصة لترويج الأفكار المنافية للآداب العامة في المجتمع دون عائق تعاليم الإسلام، وهز ثقافة المجتمعات الشرقية، لتعمل المرأة المسلمة ويبارك الدين الإسلامي عملها طالما أنها راعت أحكام دينها في نفسها .


ads