أخبار وتقارير

رحلة إشعال البخور.. إرث الفراعنة من المعابد للمساجد إلى أوكار الدجالين

الأحد 21/نوفمبر/2021 - 02:32 ص

عبدالله أبو الخير

إشعال البخور من العادات الفلكلورية الشعبية التي نشأنا عليها، حيث تستيقظ صباح يوم الجمعة، على رائحة البخور في منزلك، لتتطيب وتنطلق إلى أحد مساجد القاهرة الفاطمية فتمر بشوارعها المليئة بروائح البخور المختلفة، لتستنشق روائح ذكية تهيئك لدخول المسجد في حالة من الروحانية والسكينة.

في حين يجلس صديقك المسيحي على المقهى وقت صلاة الجمعة وسط دخان البخور ليذهب يوم الأحد، إلى كنيسته التي تتعطر بروائح البخور، وعلى ناصية الشارع زفة عروس وبجوارها أمها حاملة مبخرة لترقيها من العين والحسد، لتمر عليهم سيدة عجوز مسرعة إلى محل عطارة تسأله شراء البخور احتفالًا بمولود ابنتها الجديد.

والبخور في مجتمعنا الرفيق الوفي؛ في الفرح والحزن، عند التعبد وعند الاحتفال رفيق في كل الأزمنة ولكل الطبقات، لا ينفك عنا ولا ننفك عنه، هو إرث ورثناه عن أجدادنا الفراعنة، ولم نتخل عنه حتى يومنا، رغم كثرة الغزاة، وتغير الأديان، إلا أنه انتقل من المعبد إلى الكنيسة ثم إلى المسجد وإلى الضريح، حتى إلى بيوت الدعارة وأوكار الدجالين والمنقبين عن الآثار.

البخور في مصر القديمة

في الفترة من عام 2345-2494 قبل الميلاد، وتحديدًا في عصر الأسرة الخامسة بدأ المصريون في اكتشاف البخور واستخدامه، ليكونوا أول من يستخدموه عبر التاريخ؛ ليصبح بالنسبة للفراعنة عنصرًا أصيلًا يُستخدم في جميع مناحي الحياة.

ومنذ ظهور البخور عند الفراعنة، تم استخدامه كطقس ديني؛ يتم إطلاقه في المعابد وخلال المراسم الجنائزية، وكذا عند تحنيط جثث الملوك والآلهة القديمة، وبها يتم التقرب إلى الآلهة، كما استخدم في السحر والطب.

البخور يُطهر من الآثام

مثّل عطر البخور للقدماء المصريين مصدر الطهر والتطهير من الآثام والذنوب وتطهر المكان، ومع ظهور الديانة اليهودية استخدمه اليهود نقلًا عن الفراعنة، كما حثهم عليه التلمود.

ومن الفراعنة، انتقل البخور بقدسيته وقيمته الروحانية إلى جميع حضارات العالم القديمة، فدخل في الطقوس الدينية أيضًا عند الرومان وحضارة اليونان، لينتقل أيضًا إلى العديد من الديانات القديمة مثل البوذية في الصين، لتمر الحقب الزمنية وتصل الزمنية بقدسيتها وقيمتها.

اقرأ أيضًا..