الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

العنف ضد المرأة منذ 30 عامًا

الثلاثاء 30/نوفمبر/2021 - 02:00 م
هير نيوز

يحتفل العالم  في 25 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو اليوم الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لكي يتم رفع الوعى حول مدى حجم المشكلات التى تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المتعددة.

ويتضمن العنف ضد المرأة أشكالًا كثيرة؛ مثل الابتزاز الجنسي، التحرش اللفظي والجسدي، الاغتصاب، الضرب، إجبار المرأة على أفعال لا تريدها والإتجار بجسدها وتعذيبها.


معاناة المرأة

وفي تسعينيات القرن الماضي، عانت المرأة من جرائم عنف متعددة، وفي تلك الفترة  أشارت الهيئة العامة للأمم المتحدة للعنف ضد المرأة بأنه جائحة عالمية بعدة أشكال، سواء كان جسدياً، أو جنسياً أو نفسياً، ويطرأ في كل من الأماكن العامة والخاصة، وعرّفته عام 1993 في إعلان القضاء على العنف ضد المرأة بأنه أي فعل عنيف قائم على النوع الاجتماعي يؤدي إلى، أو يُحتمل أن يؤدي إلى، أذى جسدي، أو جنسي، أو ذهني أو معاناة للنساء، بما يتضمن التهديد بأفعال كهذه، والإكراه أو حرمان المرأة اعتباطيًّا من حريتها، سواء على صعيد شخصي أو عام.

ولكن يجب الإشارة هنا إلى سؤال مهم؛ ما سبب اختيار منظمة الأمم المتحدة لهذا اليوم بالتحديد للتوعية بخطورة العنف ضد المرأة؟


قصة الشقيقات الثلاث

يرجع السبب الرئيسي في اختيار هذا اليوم إلى "الشقيقيات الثلاث"؛ حيث اختارت منظمة الأمم المتحدة هذا اليوم بالذات تخليدًا لكفاح ثلاث شقيقات من جمهورية الدومنيكان التي تقع في منطقة الكاريبي ضد الحكم الشمولي الصارم لرفائيل تروخيو الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود بين عامي (1930-1961).

فقد انتشر الفساد بشدة في فترة حكم تروخيو؛ حيث استخدم حينها القوة لقمع الحريات، فارضًا سيطرة مطلقة على البلاد من خلال تحالفه السري مع الكنيسة والأرستقراطيين والصحافة.

ولكن الله يجعل لكل ضيقة مخرج ويخلق لكل ضعيف منقذ؛ حيث سنجد أن في تلك الفترة تمت ولادة ثلاث أخوات فتيات وهن، باتريسيا، ومنريفا، وأنطونيا ميرابال  لعائلة أرستقراطية، يرعاها والدهن رجل الأعمال البارز في الدومنيكان، والمثير للدهشة أكثر أن تلك النشأة المترفة للشقيقات الثلاث لم تمنعهن من الانشغال بقضايا مجتمعهن، فقاومن ممارسات تروخيو القمعية، وقمن بتأسيس مجموعة من المعارضين عُرفت باسم حركة "الرابع عشر من يونيو".

وقد أطلق عليهن وقتئذ اسم "الفراشات المحلقة" لنشاطهن البارز في خدمة المجتمع، وفي يوم من الأيام وفي إحدى الحفلات الليلية، حضر تروخيو وطلب الرقص مع منريفا -إحدى الشقيقات الثلاث- وخلال الرقص حاول التحرش بها، فقامت بصفعه أمام الحضور، وهذا الموقف الجريء تم نشره بسرعة البرق في المجتمع وسمع به كثير من الناس معجبين بشجاعة منريفا من ناحية ومثيرين غضب تروخيو من ناحية أخرى.



اعتقال الشقيقات الثلاث

لذلك، قام تروخيو باعتقال هؤلاء الشقيقات وأسرتهن والزج بهن في السجون. وبمرور الوقت، تم الإفراج عنهن لفترة وجيزة، ثم تم اغتيالهن على أيدي مجهولين بطريقة وحشية بتاريخ 25 نوفمير، وكشف لاحقاً بأن تروخيو كان وراء الاغتيال، وكان حادث الاغتيال بمثابة الضربة القاضية لنظام "تروخيو"، ففي 30 مايو من العام التالي اغتيل تروخيو في مؤامرة دبرت لإزاحته من السلطة.



تكريم الشقيقات الثلاث

وعقب انهيار نظام تروخيو، تم تكريم ذكرى الأخوات ميرابال، وقامت أختهن ديدي - المتبقية على قيد الحياة - بتحويل المنزل الذي ولدن فيه إلى متحف يضم مقتنيات "الفراشات الثلاث"، ويجمع العديد من الكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدت ذكرى الأخوات ميرابال.

وتخليدًا لهن، خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال سنوياً بتاريخ الخامس والعشرين من نوفمبر، ومنذ العام 1999 باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتوصي المنظمة الدولية جميع المنظمات الرسمية وغير الحكومية ووسائل الإعلام حول العالم بالترويج لثقافة القضاء على العنف ضد المرأة.


اقرأ أيضًا..

ads