بأمر المحكمة.. رد الشبكة بعد فسخ الخطبة في هذه الحالة

يصل الدكتور "محمد.ع"، الليل بالنهار مجتهدًا في دروسه، حتى تفوق في الجامعة بإحدى كليات القمة، وعين معيدا بنفس الكلية، وأصبح كل هدفه التفوق العلمي فقط، وبالقرب منه كانت ترصد كل خطواته إحدى تلميذاته، التي تدعى "نسمة"، وظلت تصوب سهامها نحوه وتلقي بشباكها حوله حتى وقع في مصيدة حبها، وكان مغرما بها، وجعلته يشعر أنه امتلك حورية من الجنة، بجمالها ورشاقتها وأنثوتها، فتقدم لخطبتها وتم ذلك في جو أسري رائع.

واختارت العروس أجمل شبكة تتحلى بها الفتيات في مثل سنها، ولم يبخل أستاذ الجامعة بشيء، فهي الملكة المتوجة في قلبه ومشاعره، وبدأت المرحلة الثانية من مشوار الزواج، وهي البحث عن شقة الزوجية، وكان سبيله لذلك الثروة البسيطة التي ورثها عن والدته، فاشترى بها شقة تمليك، ورفرفت السعادة على الخطيبين، حيث بدأ يغدق عليها بالهدايا، وكانت تبادله نفس مشاعر الحب والود.

وذات يوم جاء أستاذ الجامعة حاملا خبرا سعيدا لخطيبته، فقد فاز ببعثة دراسية لإحدى الدول الأوروبية، وتعانق الاثنان في المطار وسط دموعها التي كانت تتساقط على خديها كالشلال، وما أن حط في تلك الدولة الأوروبية حتى بدأت الخطابات الملتهبة بينهما تعرف طريقها عبر البريد السريع الدولي.

ومضت السنوات وعاد أستاذ الجامعة ليكمل مشوار الحب الذي بدأه، وينهي قصة غرامه بالزواج السريع، لكنه لاحظ تغيرا في سلوك خطيبته فلم تعد تكلمه في التليفون، كما كانت تفعل من قبل، وإذا حضر إلى منزلها يجد فتورا في المعاملة.

ورفض محمد في البداية أن يعلل هذا التغيير بأنه تصرف مقصود، لكن "نسمة" صارحته بأنه لو تم الزواج بينهما فسيعيشا حياة بائسة، لأنه لا يملك سوى مرتبه البسيط، وهي لا ترغب في العمل بعد الزواج، وعلى هذا انفصل الخطيبان كل في طريق، وذهب يتفاوض مع أهلها من أجل استرداد الشبكة والهدايا التي بلغت قيمتها عدة آلاف من الجنيهات، ولكن مفاوضاته ذهبت أدراج الرياح، فاضطر شقيقه المحامي أن يرفع له قضية رد الشبكة والهدايا.

وجاءت أقوال الفتاة نسمة، تؤكد أن خطيبها أستاذ الجامعة كان ضعيف الشخصية أمام والده وكان يستشيره في كل أمور حياته، وأكد دفاعها أنها غير ملزمة برد الشبكة أو الهدايا التي قدمها لها خطيبها، باعتبارها هبة من الزوج ولا يجوز الرجوع فيها، لكن المحكمة رفضت هذا، وأصدرت حكما منصفا له، برد قيمة الشبكة ومبلغ ألف وخمسمائة جنيه عما لحقه من أضرار بسبب العدول عن الخطبة.