الثلاثاء 14 مايو 2024 الموافق 06 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

صاحبة حي السكرية.. "نفيسة البيضاء" جارية شركسية تربعت على عرش مصر وعشقها نابليون

الأربعاء 13/أبريل/2022 - 04:01 م
هير نيوز


أربع أبيات من الشعر العربي منقوشة على واجهة سبيل يقع على القصبة العظمى من القاهرة، تزين الواجهة ثلاثة شبابيك مغطاة بأشكال زخرفية كقطعة الدانتيل، لتطل على حي "السكرية" لصاحبته الجارية الشركسية "نفيسة البيضاء" التي لُقبت بأم المماليك، وعشقها المصريون.

 





من هي نفيسة البيضاء؟


نفيسة قادن بنت عبدالله البيضاء، ولدت عام 1743، ويُقال بأن لقب "نفيسة البيضاء"، أطلق عليها لشدة بياض بشرتها وجمالها الفائق، وهي جارية شركسية، يُقال بأنها كانت أجمل نساء عصرها.

جُلبت نفيسة البيضاء، إلى مصر في القرن 18، وبعدما أفتتن بجمالها وذكائها، عتقها سيدها الأول "علي بك الكبير" وتزوجها، وفي ذلك الوقت كان يخطط لانفصال مصر عن الدولة العثمانية.






تعرض "علي بك الكبير" لخيانه صهره "أبا الذهب" الذي تمرد عليه، وحرض "مراد بك" على قتله، على أن يهب له زوجته "نفيسة البيضاء" والتي تزوجها بالفعل.

يُقال بأنها قد تزوجت بعد "مراد بك"، من "إسماعيل بك" أمين احتساب المحروسة، ولكنها حصلت على الطلاق، وتزوجت بعده الأمير ذو الفقار أمير لواء الجيش.

لا يعرف أحد محل ميلادها، فهناك قائل: إنها من الأناضول، أو بلاد القرم أو حدود القوقاز، ولكن الأمر المؤكد أنها كانت معشوقة من المصريين، خاصة بمشاريعها الخيرية لمساعدة الفقراء.



اقرأ أيضًا..

تزوجا بخنجر.. «باجيراو وماستاني» أشهر قصص الحب في التاريخ الهندي




 


امرأة فائقة الجمال والذكاء


كانت نفيسة البيضاء، فائقة الذكاء كالجمال، فوصفها أحد الكتاب المعاصرين لها، بأنها على علم بالشعر العربي، وكأن اللغة العربية لغتها الأم، كما كانت تعرف الفرنسية والتركية.

مثلما تمتعت المرأة باحترام وتقدير العلماء، كانت محل حب وتقدير من الفقراء، وخاصة بعدما أنشأت مجموعة معمارية خيرية عُرفت بعد ذلك باسم "حي السكرية" عام 1796.

تكونت المجموعة المعمارية من سبيل للمياه يعلوه كتاب ووكالة تجارية بها محال تؤجر ويستغل ريعها للصرف على السبيل والكتاب، إضافة إلى حمامين يُستغل ريعهما لأوجه الخير.


اقرأ أيضًا..

«شخشوخة الظفر وقلب اللوز» على المائدة.. و«الداير والوزيعة» أشهر العادات الرمضانية بالجزائر







وكان يعلو الوكالة والحمامين ريع لإسكان فقراء المسلمين بمبالغ رمزية وخاصة الحرفيين منهم، وهذا مبنى من نحو 300 مبنى، لم يتبق منها سوى 70 مبنى فقط.

 

ثروتها ووفاتها

ترك "علي بك الكبير" ثروة طائلة لزوجته "نفيسة"، وزادت ثروتها بعملها في التجارة، حيث كانت تمتلك العديد من القصور والمنازل، وجيشًا خاصًّا يتألف من نحو 400 جندي من المماليك.

كانت تمتلك "نفيسة" أسطولا كاملا على ضفاف النيل، وما يقرب من 60 جارية، ولكن مع دخول الفرنسيين إلى مصر، فرض نابليون بونابرت، عليها دفع ما يقرب من مليون فرنك مقابل حق الاحتفاظ بممتلكاتها.


اقرأ أيضًا..

"دهي بهدي" و"الخجلا" و"الفيني" على المائدة ويكسرون صيامهم بتناول الملح.. أغرب العادات الهندية برمضان







ورغم هروب زوجها "مراد بيك" إلى الصعيد، بقيت "نفيسة" في القاهرة، تفرض حمايتها على نساء المماليك النكوبين، وتساعد المصريين في دفع الغرامات التي فرضها الفرنسيون.

بعد تولي محمد علي باشا، حكم مصر عام 1805، لقيت "نفيسة" ظلمًا كبيرًا؛ حيث صادر ما تبقي لها من مال وعقارات، وعاشت بقية أيامها في فقر.

ماتت "نفيسة البيضاء" عجوزاً فقيرة، بعد أن كانت واحدة من أغنى أغنياء مصر، وذلك في يوم الخميس 19 إبريل عام 1816، في بيتها الذي بناه لها علي بك الكبير.






اقرأ أيضًا..

"من الفانوس النحاسي لمحمد صلاح" رحلة تطور أشكال الفوانيس في مصر


ads
ads