«عسب العيد والرقص».. عادات لا تُنسى في عيد الأضحى باليمن

يحتفل العالم العربي أجمع بعيد الأضحى المبارك 2022، والذي يُحيي فيه المسلمون في أنحاء العالم بعض الاحتفالات، حيث يؤدي الملايين منهم صلاة العيد في الجوامع والساحات وتبادل الزيارات والتهاني، كما يتقربون إلى الله تعالى في أيام العيد بذبح أضاحيهم، وعلى الرغم من أن العيد واحدة بين المسلمين في شتى بقاع الأرض، إلا أن طقوس الاحتفال به تختلف من دولة لأخرى،، وفي التقرير التالي نستعرض لكم أبرز مشاهد الاحتفال بعيد الأضحى في دولة اليمن 

تعد الرقصة اليمنية هي الشيء الأبرز في أي احتفالات داخل دولة اليمن، سواء في الأعراس أو استقبال العائدين أو القادمين من الضيوف أو الحج، وهو ما ينطبق على عيد الأضحى المبارك، حيث يتسابق الرجال المعمرون والشباب على تأديتها في الساحات على أصوات دق الطبول، أو ما يُسمى في اليمن بـ"الطاسة"، إذ يكسب المعمرون الجولة تلو الأخرى، فتشاهد حلقات الرقص الشعبي في أكثر من مكان.

فيما تنتهز فرق الرقص الشعبي الجوالة الفرص في مثل هذه المناسبات، وتعزف ألحاناً شعبية يرقص على أنغامها المواطنون الذين يحرصون على منح العازفين نقوداً مقابل عزفهم، كما تنتشر حلقات رقص ما يُسمى بـ"البرع" بالخناجر، في محافظات صنعاء وذمار ومأرب، وكذلك في يافع، مع إضافة البندقية التي توضع على الكتف، والتي أصبحت جزءاً من التراث الشعبي اليافعي في أداء الزامل اليافعي والدبكة اليافعية، التي اشتهرت بها يافع.

هنا يقتصر الدور على المرأة اليمنية، لتعد أشهى وأطيب الأكلات الشعبية الموروثة والخاصة بالمناسبات والأعياد، حيث من من أشهر المأكولات التي يتناولها اليمنيون في صباح العيد إلى جانب أنواع الحلويات والكعك والكيك والمكسرات التي تسمى "جعالة العيد"يتناولون التمور ووجبات مثل فتة اللبن مع السمن والعسل.

أما في الظهيرة فيتناول اليمنيون الزربيان والكبسة، وهي أطباق يعد الأرز واللحم من أبرز مكوناتها، يضاف إليها الزبيب والبطاطا وأنواع مختلفة من البهارات، بالإضافة إلى وجبات كالعصيد والسلتة وبنت الصحن والكنافة وغيرها.

وفي بعض المناطق اليمنية، تتميز الأكلات الشعبية فيها إذ تقدم بنت الصحن؛ وهي عبارة عن فطائر بعسل النحل، ويقدم الفتوت، وخلطة الموز المطبوخ، والشفوت وهو خبز مصنوع من دقيق محلي رقيق جداً، ويخلطونه بالزبادي، وكذا وجبة الهريش، وغيرها من الأكلات الشعبية.

يحرص اليمنيون على توفير مبالغ مالية، تسمى محليا بـ"عَسْب العيد" أو العيدية، والتي يتم توزيعها على الأطفال والأرحام من النساء خلال أيام الأعياد، وهي عادة متوارثة منذ القدم، وترقى إلى مستوى الضروريات عند شريحة واسعة من اليمنيين.

وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، إلا أن كثيرا من اليمنيين يحرصون على تقديم العسب، وهو عبارة عن هبة نقدية يمنحها الكبير للصغير والرجل للمرأة من أرحامه وقريباته، ويقدم العسبَ الشخصُ البالغ لأقاربه من النساء، وإن كنّ أكبر منه سناً، وكذلك لأطفال الجيران والأصدقاء والأقرباء.