من أم رتيبة إلى البيضة والحجر.. أعمال فنية جسدت الدجل والشعوذة

دائمًا ما كانت أعمال السحر الأسود والدجل والشعوذة حاضرة في السينما المصرية منذ بدايتها، وكان الهدف منها إدخال عناصر فنية جديدة، وجذب للجمهور، عبر الانتقال به إلى هذا العالم الذي يخبئ أسرارًا كثيرة.

وهذا النوع من الأفلام مادة خصبة لكتاب السينما، ونتج عنها أعمال كثيرة تنوعت موضوعاتها حول تلك الظاهرة فمنها ما كان ساخرا، ومنها ما جاء برسائل تحذيرية من خطورة السحر والدجل.

يعتبر الفيلم الذي أنتج عام 1958 من أبرز الأعمال الفنية القديمة التي تحدثت عن الجدل؛ حيث تحكي قصة الفيلم عن نصاب يخرج من السجن بعد أن أمضى فترة عقوبته، ويستولي على بعض الأموال التي أبلغه زميله في السجن عن مكانها ثم تسوقه أفكاره الخبيثة للسعي وراء إحدى سيدات المجتمع ويستطيع بالحيلة والنصب أن يستقطع منها مبلغاً من المال بالدجل والشعوذة ويصبح مولعاً بهذه الخديعة.

 

ويبدأ بعد ذلك بطل الفيلم والذي كان يجسد دوره الفنان فريق شوقي، باستدراج النساء إلى شقته مستخدماً قدارته الخاصة لمصلحتهن ولكنه في حقيقة الأمر ينتقم منهن ويعتدي على شرفهن لعقدة مترسبة بداخله ولكن في النهاية ينكشف أمره ويتم القبض عليه وتأخذ العدالة مجراها.

يعتبر فيلم البيضة والحجر الذي جاء من بطولة أحمد زكي، ومعالي زايد، من أهم الأعمال التي رصدت حالة الجدل والشعوذة في الشارع المصري، وتدور أحداثه حول "مستطاع" مدرس فلسفة يقوم بتأجير غرفة فوق السطوح بحي شعبي، ويحترف مهنة الدجل والشعوذة مستغلاً في ذلك ذكاءه العقلي وجهل المجتمع، حتى أصبح رجلاً معروفاً وثرياً من خلال نصبه على كثير من الناس.

كان فيلم ام رتيبة الذي تم إنتاجه عام 1959 ضمن الأعمال التي تحدثت عن هوس البعض بأعمال الدجل والشعوذة؛ حيث  تدور أحداث الفيلم حول الست أم رتيبة التي تعاني هي وشقيقها الأصغر من طغيان وقهر، وتسلط شقيقهما الأكبر عبد الصبور المهووس بأعمال السحر والدجل والشعوذة، فهي تعاني من رفضه التام لفكرة زواجها من جارها الذي تحبه، ويحاول قبل وفاته أن يبث في رأسيهما فكرة عودته عقب مماته إلى الحياة مرة أخرى حتى يتأكد من تنفيذهما أوامره.

فيلم التعويذة أنتج عام 1987 وجاء بطولة يسرا محمود ياسين وتحية كاريوكا، من أبرز أفلام الرعب في السينما المصرية، يتحدث عن عائلة تقيم في منزل قديم، ويتعرضون لعدة ظواهر غريبة وغير طبيعية، أولها احتراق الأثاث من تلقاء نفسه، والدماء الموجودة فى كل مكان بشكل مفاجئ، وجسم غريب بأقدام كالماعز يتجول داخل البيت ليلاً، والمنزل يصبح فجأة مطلوبًا من شخص مجهول وحريص على شرائه بسعر مغر.

ويظهر خلال أحد المشاهد في الفيلم أن الشخص الذي يرغب في شراء المنزل هو الشخص الذي يقوم بأعمال الدجل والسحر من أجل إجبار الأسرة التي تقطن في المنزل على الرحيل عنه.