السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

كريمة الشامي تقدم روشتة للوقاية من فيروس ماربورغ الفتاك

الأحد 19/فبراير/2023 - 12:09 م
أ.د كريمة الشامي
أ.د كريمة الشامي

حالة من القلق انتشرت خلال الآونة الأخيرة بسبب فيروس ماربورغ، بعد إعلان وفاة ما لا يقل عن 9 حالات كانت قد أصيبت به في غينيا الاستوائية، وتزامن ذلك مع اجتماع خبراء الصحة من جميع أنحاء العالم في منظمة الصحة العالمية لمناقشة سبل تطوير لقاحات أو علاجات للفيروس، خاصة مع عدم وجود لقاح أو علاج له.

 وما زالت الخفافيش تشكل خطرا كبيرا على العالم، لأنها تعد مصدرا خطرا للغاية للعديد من الفيروسات والأمراض المعدية التي لم تقتصر فقط على فيروس كورونا، بل إنها مسئولة أيضا عن تفشى فيروس ماربورغ أو الحمى النزفية، وتكمن خطورة الفيروس في ارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عنه والتي تصل الى حوالى 50%، وقد تتفاوت من 24% الى 88%. وقالت منظمة الصحة العالمية إن خفافيش الفاكهة هي المضيف الأول لفيروس ماربورغ والذى ينتقل من الخفافيش إلى البشر.

 ويعد من الأمراض المعدية، حيث تم اكتشاف مرض فيروس ماربورغ في البداية في عام 1967 بعد تفشي المرض  في مدينتى ماربورغ وفرانكفورت في ألمانيا.. وينتمى فيروس ماربورغ إلى عائلة فيروسات الإيبولا، وهى في الأصل من الفيروسات الخيطية التي تختلف في خطورتها عن الفيروسات الأخرى في ارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عنها.

مختبرات أنجولا

 وظهر المرض منذ أكثر من 50 عاما، بعد تفشى المرض في احد المختبرات في أنجولا والكونغو وجنوب إفريقيا، ليختفى ويظهر مرة أخرى في عام 2008 تم الإبلاغ عن حالتين للمسافرين الذين زاروا كهفًا تسكنه مستعمرات الخفافيش  في أوغندا.

ولإلقاء مزيد من الضوء حول فيروس ماربورغ وكيفية الوقاية منه التقت مجلة "هير نيوز" الأستاذ الدكتور كـريمة فـؤاد الشامى، الأستاذ بجامعة المنصورة، ومستشار مكافحة العدوى، فماذا قالت؟


فيروس ماربورغ (المرض الفتاك)

قالت الأستاذ الدكتور كريمة فؤاد الشامى، اكتُشف فيروس ماربورغ، وهو من عائلة فيروس إيبولا الفتاك، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لأول مرة بعد إصابة 31 شخصا، ووفاة سبعة أشخاص بعد أن تفشى في توقيت متزامن عام 1967 في ماربورغ وفرانكفورت، في ألمانيا وبلجراد، وفي صربيا.

 ويرجع سبب تفشي الفيروس إلى القرود الخضراء الأفريقية الواردة من أوغندا, هذا وأن العلماء أرجعوا تفشي الفيروس إلى حيوانات أخرى منذ ذلك الوقت. وتنتقل العدوى بين البشر في الغالب عن طريق أشخاص قضوا فترات طويلة في كهوف ومناجم تسكنها الخفافيش. ويعد هذا أول انتشار للفيروس في غانا، حيث أن عددا من الدول الأفريقية الأخرى سجلت إصابات بالفيروس، من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية , كينيا, جنوب أفريقيا, أوغندا, زيمبابوي.

 كما تفشى المرض في أنجولا عام 2005 وتسبب في وفاة ما يقرب من 300 شخص. ولم تشهد أوروبا سوى وفاة شخص واحد فقط خلال الأربعين عاما الماضية، فضلا عن وفاة شخص واحد في الولايات المتحدة، بعد عودته من رحلات استكشافية لكهوف في أوغندا. ويحمل خفاش الفاكهة المصري الفيروس.


الأعراض السريرية

وعن الأعراض السريرية أوضحت: يبدأ المرض الناجم عن فيروس "ماربورغ" فجأة بصداع حاد ووعكة شديدة، ومن أعراضه الشائعة أيضا الأوجاع والآلام العضلية. عادة ما يتعرّض المريض لحمى شديدة في اليوم الأول من إصابته، يتبعها وهن تدريجي وسريع. في اليوم الثالث تقريبا يُصاب المريض بإسهال مائي حاد وألم ومغص في البطن وغثيان وتقيؤ.

 يمكن أن يستمر الإسهال أسبوعا كاملا، ورصد أن المريض يظهر، في هذه المرحلة، بعينين عميقتين ووجها غير معبّر وخمولا شديدا نتيجة فقد السوائل والجفاف الشديد وأيضاً انخفاض في ضغط الدم. يُظهر الكثير من المرضى أعراضا نزفية وخيمة في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع، علما بأن الحالات المميتة تتسم، عادة، بشكل من أشكال النزف من مواضع عدة ومن أجزاء مختلفة من الجسم.

 ومن المُلاحظ أن وجود الدم الطازج في القيء والبراز يصحبه، في كثير من الأحيان، نزف من الأنف واللثّة والمهبل. استمرار الحمى الشديدة خلال مرحلة المرض الوخيمة تؤدي إصابة الجهاز العصبي المركزي إلى حالات من التهيّج والعدوانية. كذلك تم الإبلاغ، في بعض الأحيان، عن وقوع حالات من التهاب الخصية في المراحل المتأخرة من المرض (اليوم الخامس عشر). في الحالات المميتة تحدث الوفاة في الفترة بين اليوم الثامن واليوم التاسع بعد ظهور الأعراض ويسبقها عادة صدمة نتيجة فقد السوائل و انخفاض في ضغط الدم. أن فيروس ماربورغ يصيب جميع الفئات العمرية ولكن البالغين أكثر من غيرهم.

كيف تنتقل عدوى فيروس ماربورغ?

وأشارت إلى أن طرق العدوى بفيروس ماربورغ تنتقل من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر (من خلال الجلد الغير متماسك وسليم والذى به قطوع وخدوش أو الأغشية المخاطية) بالدم أو الإفرازات أو الأعضاء أو سوائل الجسم الأخرى للأشخاص المصابين، أو من خلال الأسطح والمواد (مثل الفراش والملابس) الملوثة بهذه السوائل. كما يتم انتقال العدوى عن طريق أدوات الحقن الملوثة، أو من خلال مراسم الدفن للموتى الذين توفوا نتيجة المرض، حيث تبقى آثار الفيروس في دماء المصابين لفترة طويلة وتتراوح فترة الحضانة وهى الفاصل الزمني من الإصابة إلى ظهور الأعراض، من 48 ساعة الى 21 يومًا.

هل يتحول ماربورغ لوباء؟

وعن إمكانية تحول الفيروس لوباء قالت: إن احتمالية تحول فيروس ماربورغ لوباء عالمي، غير واردة وصعبة للغاية، فالفيروس ليس جديداً، لكنه ظهر منذ عام 1967 وعدد الإصابات به منذ ذلك الحين وحتى اليوم نحو 500 إصابة فقط، وأن الخطورة فيه أن معدل الوفيات به مرتفعة فيصل إلى 80% بين الإصابات به حيث توفي 379 حالة والسبب هو عدم وجود علاج أو لقاح له. كما أن الفيروس كان يرصد سنة بإصابات محدودة للغاية لا تتعدى حالتين إلى ثلاثة، لكنه سجل أعلى عدد إصابات به في أنغولا 2005 وصلت إلى374 حالة إصابة، ووفاة 329 شخصا, وأن هذا المعدل من الإصابات يجعل من الصعب تحوله إلى وباء عالمي، لأن احتمالات انتقاله بين البشر محدودة للغاية، ومن الصعب حدوثها لذلك ظل عدد الإصابات به حتى الآن محدودا.

 وقد عقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعا مؤخرا وحدث تطور في متابعة هذا الفيروس، لأنهم شكلوا ما يشبه رابطة تشبة رابطة «كوفاكس» التي شكلت بعد جائحة كوفيد 19، لتصنيع لقاحات للفيروس والأدوية، وهذه الرابطة الجديدة تسمى مارفاك ( MARVAC) التى ستتولى تصنيع لقاحات وأدوية خاصة بفيروس ماربورغ، حيث درسوا وجود 28 لقاحا محتملا يمكن تصنيعه حتى الآن، وأنه سيجري التركيز على 5 منها لمعرفة فعاليتها، و14 دواء ممكنا أيضا. أن هذه الأدوية يمكن أن تنتج أو تخرج للنور بعد عام إلى عام ونصف حتى يخرج منتج نهائي يعترف به كعلاج أو لقاح لهذا الفيروس، أن هذه اللجنة التي شكلتها منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد، بدأت منذ أكتوبر الماضي اجتماعها الأول، وما أعاد موضوع الفيروس لدائرة الاهتمام مرة أخرى هو وفاة نحو 9 مصابين أول أمس في غينيا الاستوائية.


الفرق بين فيروس كورونا وفيروس ماربورغ

وعن الفارق بين فيروس ماربورغ وفيروس كورنا أوضحت أن فيروس كورونا هو فيروس تنفسي ينتقل عبر الرذاذ لذلك يسهل انتقاله بين البشر، أما فيروس ماربورغ يتطلب الاتصال اللصيق بسوائل الإنسان العرق أو الدم أو السائل المنوي من المصاب إلى الشخص السليم.

ما هو الفرق بين فيروس ماربورغ والإيبولا؟

وعن الفرق بين فيروس ماربورغ والإيبولا قالت: أوضحت وزارة الصحة والسكان أن الفيروس يعرف باسم حمى ماوبورج النزفية، شديدة العدوى، إذ  تنتمي لنفس عائلة فيروس الإيبولا، وعلى الرغم من أن المرضين ناتجين عن فيروسات مختلفة إلا أنهم متشابهان إكلينيكا، ولهم القدرة على أحدات تفشيات. أن من أعراض فيروس ماربورغ، ارتفاع درجة الحرارة والسعال المستمر والقيء والغيثان، والصداع والتشنجات وآلام في العضلات والبطن، مشيرا إلى أن الإسهال يستمر لمدة أسبوع كامل، وفترة الحضانة تتراوح من يومين إلى 21 يوما.

كيف يمكن علاج المريض؟

وعن طرق العلاج أشارت إلى أنه لا يوجد لقاح أو علاج محدد للفيروس. غير أن منظمة الصحة العالمية تقول إنه يجري حاليا تطوير مجموعة من منتجات الدم والأدوية والعلاجات المناعية. ويستطيع الأطباء تخفيف أعراض المرض، على الأرجح، عن طريق إعطاء المصابين في المستشفى الكثير من السوائل وتعويضهم الدم المفقود بسبب النزيف.


كيف تتعامل وزارة الصحة مع الحالات المصابة بفيروس «ماربورغ»؟

قالت وزارة الصحة والسكان، إن الحالات المصابة بفيروس ماربورغ، تعالج من خلال الأعراض، موضحة في الدليل الإرشادي للتعامل مع الفيروس، أنه لا يوجد علاجات معتمدة مضادة للفيروسات لعلاجه، ولكن يجرى إعطاء المصاب مجموعة من السوائل الفموية أو الوردية، مشيرة إلى أن علاج الأعراض يزيد من احتمال بقاء الفرد على قيد الحياة. وأضافت وزارة الصحة والسكان، أنه فور ظهور نتيجة المعمل وكانت إيجابية يعزل مصاب فيروس ماربورغ في غرفة منفصلة بمستشفى الحميات، ومنع الأشخاص من زيارته، مشيرا إلى أن فترة الحضانة من يومين لـ14 يوما. وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، أوضحت وزارة الصحة والسكان أنه بالنسبة للحالات المؤكد إصابتها، تعزل الحالات بالمستشفيات المخصصة والمخالطين، ويجرى متابعة ظهور الأعراض لمدة فترة الحضانة وللعاملين في المجال الصحي، مع الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى، وعن إجراءات الوقاية من هذا الفيروس أكدت أنها تتمثل في النظافة العامة.

كيف يمكن احتواء الفيروس؟

تقول منظمة "غافي"، وهي منظمة دولية تروج للحصول على اللقاح، إن الأشخاص في أفريقيا يتعين عليهم عدم تناول لحوم الحيوانات البرية أو التعامل معها. وتقول منظمة الصحة العالمية إنه لابد أن يتجنب الأشخاص أيضا الاتصال بالخنازير في المناطق التي ينتشر فيها المرض. ويجب على الرجال، الذين أصيبوا بالفيروس، استخدام الواقي الذكري لمدة عام بعد ظهور الأعراض أو حتى إجراء فحوص للسائل المنوي للتأكد من سلبية النتيجة مرتين. كما يتعين على أولئك الذين يدفنون موتى أصيبوا بالفيروس تجنب لمس جثة المتوفى.

الوقاية من ماربورغ

وعن كيفية الوقاية من فيروس ماربورغ قدمت منظمة الصحة العالمية عددا من النصائح بشأن كيفية الحد من خطورة انتقال العدوى، ومنها:

-الحرص على النظافة العامة، لأنه ينتشر عن طريق الملوثات والاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.

-تجنب الاتصال الجسدي الحميم بالمرضى المصابين بفيروس ماربورغ .

-ألا تُدبّر علاجيًا أي حالات مشتبه فيها أو اعتلالات داخل المنزل ونقلها إلى المرفق الصحي لعزلها.

-ارتداء أدوات الحماية الشخصية اللازمة أثناء النقل.

-المواظبة على نظافة اليدين الصحية عقب زيارة أي مريض.

-وفي غانا، رصدت فاشية لفيروس ماربورغ خلال الفترة ما بين 28 يونيو و16 سبتمبر 2022، برصد ثلاث حالات مؤكدة للإصابة بالفيروس، ثم أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء الفاشية بعد 42 يوما من الاختبار السلبي الثاني لآخر حالة مؤكدة في 5 أغسطس 2022، لكن ظهوره مرة أخرى في غينيا الاستوائية للمرة الأولى، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية بداية تفشي للفيروس هناك.

 

 

ads