«يارا شلبي».. أول سائقة مصرية في سباق «رالي سيارات» تصل للعالمية

الثلاثاء 19/يناير/2021 - 04:49 م

رضا يوسف

قررت منافسة الرجال في رياضة تمتلئ بالإثارة والخطورة، متسلحًة في ذلك بحبها للمغامرة وعشقها للسيارات، فنجحت في اقتحام سباقات رالي السيارات لتحقق نجاحات لافتة للجميع.. إنها "يارا شلبي"، المهندسة التي استطاعت أن تكون أول مصرية تدخل عالم الاحتراف في سباقات الرالي بمصر، وتتجه إلى العالمية.

يارا شلبي، 37 سنة، تعمل أخصائية تكنولوجيا معلومات في أحد البنوك، وأم لطفل في الثامنة، وعاشقة للمغامرات، درست في كلية الهندسة شعبة مدني من جامعة عين شمس، بدأت تعلم القيادة، عندما قامت بشراء سيارة جيب "فور باي فور"، وتابعت السباقات، كهواية من 5 سنين، ولاحظت أن المتسابقين يتخطون الصعاب، الأمر الذي أثار إعجابها وجعلها متابعة دائمة لهذه السباقات، وحرصت على استغلال كل راحة أسبوعية للانضمام إلى رحلات الرالي في الصحراء، وبدأت تسأل عن بعض الأمور المتعلقة بتجهيز سيارتها، حتى تمكنت من المشاركة في السباقات بصورة آمنة.

مارست في البداية رياضة القفز بالمظلات وتسلق الجبال، ثم بدأت بالقيادة في الصحراء، وقررت دخول هذا المجال بشراء عربية موديل قديم من أجل التجربة، واكتشفت بعد ذلك أن هناك سباق رالي في الجونة عام 2012، وبدأت تجهيز العربية الخاصة بها، وكانت هي شغلها الشاغل، ودخلت أول تجربة سباق لها ولكنها تاهت في الصحراء ولم تصل لخط النهاية، وتعرضت للعديد من الانتقادات بعد أول تجربة سباق لها، ولكنها واصلت التحدي وتمرنت أكتر مع الـ Copilot. بعد 6 شهور.

أصبحت "يارا"، محترفة فى سباقات الرالي بشكل سريع، وتأقلمت واحترفت القيادة في الصحراء خلال السباق الثاني لها تحت اسم "تحدى الرمال"، الذي كان يحمل مميزات كثيرة، منها وجود ملاحين مميزين ولديهم خبرات كثيرة، وحصلت على المركز الثاني في السباق، على 15 فرقة جميعهم لديهم خبرة أكثر من 20، 15 سنة في هذا السباق.

بعدها انضمت " يارا" لفريق كبير تم تكوينه من حوالي 12 سنة وكانت ترعاه شركة عربيات، وقامت بتغيير سيارتها ذات الموديل القديم لموديل أحدث، ودخلت الفريق وظلت تدخل معهم كل السباقات المحلية وكذلك الدولية لمدة سنة، إلى أن دخلت تحدي "الفراعنة" وهو سباق دولي على أرض مصر، وكنت أول فتاة تدخل السابق، وحصلت على المركز الأول على المستوى المحلي.

وفكرت في تأسيس فريق يضم كل من يرغب فى ممارسة الـ"رالي"، وسمته "Gazelle Rally Team"، وكانت الأغلبية العظمى من الأعضاء المشاركين فيه بنات، الميكانيكي، المساعد، ومع الظروف والمتغيرات التى تمر بها البلاد، توجهت " يارا" إلى السباقات الدولية، وكانت البداية فى دولة الإمارات، والتى شاركت فيها ضمن أربع سباقات، ثم توجهت إلى قطر والمغرب.

ودخلت كورس تابع لـ الاتحاد الدولي للسيارات، يضم حوالى 92 متسابقة من أنحاء العالم، ولكن لم يتبق سوى 9 فتيات، كانت تمثل الشرق الأوسط، الكورس يمنح شهادة بالتدريب كخبيرات في رياضة الرالي.

مرت "يارا" بحالة إحباط لفترة وجيزة إلى أن قررت دخول سباق رالى بالموتوسيكل، وبالفعل حصلت على المركز الثاني فيه، ثم دخلت أول سباق في الجونة 2016، وكانت الأول على مستوى الجمهورية.

وكانت من الصعوبات التى واجهتها، الشركات الراعية التي بحثت عنها خلال بداية مشوارها في عالم الرالي، حتى تتمكن من دخول سباقات عالمية، وتستطيع تكوين فريق مميز قادر على المنافسة في المحافل العالمية، ومع مرور الوقت ارتفع اسمها في عالم السباقات، وتمكنت في نهاية الأمر من توقيع عقود مع شركات رعاة عالمية منحتها القدرة المالية لتجهيز السيارات الخاصة بفريقها على أعلى مستوى، مما أتاح لها في نهاية الأمر المشاركة في سباقات بالمغرب والإمارات، وأخيرًا السعودية بعد إتاحة القيادة للمرأة.

وعن أحلامها تقول"يارا":" أحلم أن يكون عندى مدرسة لتعليّم رياضة الرالي، كما أحلم بأن تكون الفتاة المصرية مستعدة للالتحاق بسباقات الرالي ومنافسة للرجال في هذه البطولات على نطاق واسع حتى تنتشر هذه الثقافة في مصر، وتصبح المصرية قادرة على دخول سباقات عالمية في الرالي، وترفع علم بلادنا في المحافل الدولية، فالعالم خلال الوقت الحالي يملك عددًا من الفتيات اللواتي يمارسن سباقات الرالي، والمصريات لسن أقل منهن، لذا علينا الدخول لهذا المجال بشكل واضح وسريع.

أما عن مثلها الأعلى في الرالي، فهى الألمانية يوتا كلايند شميت، التي فازت ببطولة "رالي داكار"، وهو أفضل وأصعب السباقات العالمية للرالي، خاصة أنه يقام على 13 يومًا، ويقطع المتسابقون والمتسابقات خلاله ما يقرب من 700 كليومتر، حيث تمكنت في عام 2015 من مقابلتها وإقامة صداقة معها مستمرة حتى الآن، أما مثلها الأعلى في مصر فهو عبد الحميد أبو يوسف، الشهير بـ"ميدو"، الذي يعد الرجل الأول الذي أدخل عالم الرالي في مصر.

وتعد "يارا" أول سائقة مصرية تتمكن من إنهاء سباق رالي عبر جمهورية مصر العربية، واستغرق إكماله خمسة أيام وتمكنت خلاله من قطع مسافة 370 ميل كل يوم، وتمكنت من إنهاء سباق عام 2014 في المركز الأول، علي الرغم من اشتراك اثنين فقط من المصريين بجانب 14 من الأجانب من إجمالي 35 سائقًا تقريبًا، بينهم سيدة أخرى.