ما سر ارتفاع الأمواج والتحذير من البحر؟.. هل يحدث تسونامي في مصر؟

ما سر ارتفاع الأمواج والتحذير من البحر؟.. هل يحدث تسونامي في مصر؟.. أثارت بعض الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط فزعًا كبيرًا بين المواطنين، مما أثار المخاوف من أنشطة بحرية قد تفوق المعدلات الطبيعية خلال فصل الصيف.
ما سر ارتفاع الأمواج والتحذير من البحر؟.. هل يحدث تسونامي في مصر؟.. وتحدث بعض الخبراء في تصريحات صحفية عن هذا الأمر وما سر التغيرات المناخية والبحرية في مصر بهذا الوقت من العام.
قال الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، ردًا على هذه التحذيرات، مؤكدًا أن الحديث عن احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط يهدد السواحل المصرية خلال فصل الصيف هو أمر «مبالغ فيه»، ولا يستند إلى أسس علمية دقيقة.
ما سر ارتفاع الأمواج والتحذير من البحر؟.. هل يحدث تسونامي في مصر؟.. وأكد «قطب»، في تصريحات صحفية أن ما يُثار مؤخرًا حول تعرض مصر لتسونامي في البحر المتوسط هو أمر مبالغ فيه وغير دقيق علميًا، موضحًا أن التسونامي يُقصد به ارتفاع شديد في الأمواج واضطراب كبير في حركة الملاحة البحرية، وهو أمر لا تشهده السواحل المصرية خلال فصل الصيف.
وأشار «قطب» إلى أن فصل الصيف في مصر، والذي يبدأ في 21 يونيو ويستمر حتى 21 سبتمبر، يتأثر بما يسمى بـ«منخفض الهند الموسمي»، وهو منخفض يسبب ارتفاعًا في درجات الحرارة وهدوءًا نسبيًا في سرعة الرياح، ولا يرتبط باضطرابات جوية تؤدي إلى ارتفاع كبير في الأمواج.
ما سر ارتفاع الأمواج والتحذير من البحر؟.. هل يحدث تسونامي في مصر؟.. وأضاف: «ارتفاعات الأمواج قد تحدث لأسباب أخرى، أبرزها مرور منخفض جوي، وهذا النوع من المنخفضات لا يحدث خلال فصل الصيف، بل في فصول أخرى مثل الربيع أو الخريف أو الشتاء، وتحديدًا في فصل الشتاء يكون تأثيره أكبر، وأن ارتفاع الأمواج خلال الصيف أمر غير طبيعي».
ما سر ارتفاع الأمواج والتحذير من البحر؟.. هل يحدث تسونامي في مصر؟.. وتابع «قطب» أن هناك سببين آخرين قد يؤديان إلى اضطراب الأمواج، أولهما عمليات المد والجزر، وهي ظاهرة طبيعية تعتمد على التجاذب بين الأرض والقمر، وتبلغ ذروتها في أيام 13 و14 و15 من الشهر العربي، لكن تأثيرها محدود وارتفاعاتها شبه ثابتة، أما السبب الثاني فيرتبط بحدوث أمر غير طبيعي في أعماق البحر المتوسط، مثل تجارب نووية أو اضطرابات ناتجة عن الحروب، لافتا إلى أن «ارتفاع درجات حرارة سطح المياه في منطقة معينة نتيجة لتأثير الذخائر أو الأنشطة الحربية قد يؤدي إلى تباين في درجات الحرارة بين المناطق، مما يسبب فروقات في الضغط وسرعة الرياح، وبالتالي تنتج تيارات بحرية تؤدي إلى اضطرابات نسبية في الأمواج».
وشدد الدكتور قطب على أن حدوث تسونامي بالمعنى العلمي الدقيق، أي أن تتجاوز سرعة الموج 30 عقدة في البحر، هو أمر صعب جدًا، وغير وارد الحدوث في مصر خلال فصل الصيف.
وفيما يتعلق بالتحذيرات المتداولة بعدم نزول المواطنين إلى الشواطئ، قال «قطب»: «أحيانًا تصدر تحذيرات بسبب ارتفاع نسبي في الأمواج، لكن لا نعلم حدودها بدقة، خاصة في ظل وجود مشكلات حدودية بين مصر وبعض الدول المجاورة مثل ليبيا أو فلسطين، وقد تؤدي بعض التجارب أو الأنشطة في تلك المناطق إلى ارتفاع نسبي في الأمواج».
وتابع: «لا توجد أي اضطرابات في عمود الهواء في طبقات الجو العليا أو على سطح الأرض في مصر حاليًا، والأجواء مستقرة تمامًا، ومن المعروف استمرار ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة النسبية، طوال شهر يوليو».
وأوضح أستاذ المناخ أن «جنوب مصر قد يشهد أمطارًا موسمية نتيجة لزحف الكتلة الهوائية المدارية من شمال السودان إلى جنوب مصر، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبي في الموج في البحر الأحمر، خاصة في مناطق مثل مرسى علم والمناطق الشمالية حتى الغردقة».
هل تحدث موجات تسونامي في مصر؟
بدوره، أكد الدكتورعمرو زكريا حمودة، رئيس لجنة الخبراء بموجات تسونامي والحد من المخاطر البحرية على مستوى العالم، ورئيس المعهد القومي للبحار السابق، أن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول وجود نشاط جيولوجي أو تكتوني في البحر المتوسط، نتيجة تحركات طائرات بحرية أو تغيّرات في الضغط الجوي، لا يمت للواقع العلمي بصلة.
وأوضح «حمودة»، في تصريحات صحفية أن اللجنة الدولية للخبراء في موجات المد البحري والحد من المخاطر البحرية والتي يرأسها على المستوى الدولي لم تسجل أي مؤشرات أو إشارات تدل على وجود نشاط زلزالي أو تكتوني في البحر المتوسط خلال الفترة الأخيرة، كما أن الشبكة الدولية لرصد الزلازل لم تُصدر أي بيانات تدعم مثل هذه الادعاءات.
وشدد على أن الحديث عن وجود علاقة بين تحليق طائرات بحرية وتغيرات في النشاط الأرضي أو المناخي، يفتقر إلى الأساس العلمي، مؤكدًا أن تغير الضغط الجوي ليس له أي تأثير مباشر على الأنشطة الزلزالية أو التكتونية، وأن الربط بين الأمرين يعكس فهمًا غير متخصصًا.
وتابع «حمودة»، أن مثل هذه الشائعات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي لا تستند إلى أي مصادر علمية موثوقة، داعيًا وسائل الإعلام والجمهور إلى التحقق من المعلومات من الجهات العلمية الرسمية المختصة قبل تداولها.