بقلم هناء حجازي : جولة تشكيلية

بقلم هناء حجازي: جولة تشكيلية.. شاهدتْ صديقتي المخرجة المنتجة سهى سمير لوحةً أعمل عليها، فاقترحتْ بطريقتها الجميلة والتي تشعرك إلى أي حد تهتم بأمر أصدقائها أن نزور جاليرهات الزمالك، وافقت وأنا أشعر بكم أنا محظوظة. نهارات القاهرة شديدة الحرارة في الصيف، اضطررت أن تفتح نوافذ السيارة والمكيف قبل أن نتمكن من الجلوس على المقاعد، كنا في الزمالك، ولو كان الوقت شتاء لربما مشينا، كانت أول محطة لنا جاليري النيل، جاليري في عمارة قديمة صعدنا في مصعد قديم ساحر، كان يحوي معرضاً للفنان حسين ديهون. كان معرضاً جميلاً، أعماله كانت تعتمد على الكولاج بشكل مبهر. خرجنا من الجاليري، ركبنا السيارة متوجهين إلى جاليري آخر، حين نظرت إلى الخريطة اقترحت على سهى أن نمشي، فالمكان قريب، ولأننا كنا قرب النيل، لم يكن الجو بذاك السوء، في الحقيقة كان ممتعاً السير في شوارع الزمالك بالقرب من النيل، بالرغم من الحر.
وصلنا إلى جاليري موشن، كان يحتوي على لوحات لفنانين مختلفين، أخذنا نتأمل ونشير إلى اللوحات التي أعجبتنا، تحدثنا مع مدير المعرض الذي أخبرنا أنها نهاية الموسم، وأن الموسم يبدأ من جديد في سبتمبر، الجاليري يقع على النيل مباشرة، وكان المنظر ساحراً، تخيلتُ لو أنني أقمت معرضاً هناك، سيكون التواجد في موقع كهذا مسألة ممتعة حتى بدون معرض. أو بدون زوار.
بقلم هناء حجازي: جولة تشكيلية.. في الطريق إلى السيارة قررنا التوقف في مطعم قريب، أيضاً على النيل، انطلقنا بعدها لزيارة جاليرهات أخرى، كانت محطتنا التالية، بيكاسو، وهو أحد الجاليرهات المشهورة جداً هناك، ولأنها نهاية الموسم، لم يكن هناك معرض محدد، لكن العديد من اللوحات لأسماء كبيرة ومعروفة، تجولنا وتحدثنا وسألنا وأبدينا إعجابنا بالمعروضات، ثم غادرنا، مشينا في الشارع الذي كان ممتلئاً بالجاليرهات، لا أتذكر اسم الجاليري الذي دخلناه بعدها، لكنه كان صغيراً، وفيه قبو ممتلئ باللوحات، تأملنا كل اللوحات كما في بقية المعارض التي زرناها، هناك الكثير من الأماكن التي يمكن زيارتها، لكن، كم يستطيع الإنسان أن يحتمل متعة النظر إلى الجمال واستيعابه، أعترف أنني لا أستطيع، أشعر بعد فترة أنني لا أعطي الأعمال حقها من التأمل.
بقلم هناء حجازي: جولة تشكيلية.. ذهبنا بعد ذلك إلى جاليري الزمالك، في الطريق إليه مررنا على مكان عجيب، لا أذكر اسمه، ولا هويته، لكنه كان داخل عمارة، العمارة تضم في مدخلها لوحات كبيرة جميلة، والمكان عبارة عن مقهى، ومكان لبيع أنتيكات قديمة، ومكان كأنه ورشة، لم أعد أتذكر وللأسف لم ألتقط صوراً تذكرني بما رأيت، كان الحر قد نال منا، لكننا لم نتوقف، ذهبنا إلى جاليري الزمالك الذي كان مغلقاً للأسف.
بقلم هناء حجازي: جولة تشكيلية.. تبقى الكثير والكثير من جاليرهات الزمالك، لكن ذلك ما أمكننا في يوم واحد.