الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حنان سليمان: نظرة المجتمع تتغير تدريجيًا للمرأة.. واحترامها يحتاج تشريع

الأحد 13/ديسمبر/2020 - 05:06 ص

"علموا أولادكم أن الأنثي هى الرفيقة.. الوطن.. وهى الحياة"، ربما لتحقيق هذا النتيجة في نهاية الطريق، نتطلع دائمًا لمزيد من الاستقرار الاجتماعي للمرأة وتحلم المرأة نفسها بمزيد من التمكين والمشاركة والوجود الفعلي الذي يُنظر له نظرة إيجابية كأساس ناجح وفعال لأبد منه لا كعضو مجتمعي ينقصه شيئ.

في هذا الصدد التقى "هير نيوز" بالدكتورة حنان سليمان، عضو مجلس الشيوخ، للحديث معها عن قصة نجاحها كسيدة مجتمع وعن أهم القضايا للمرأة من وجهة نظرها.

الدكتورة حنان سليمان، خريجة كلية العلوم قسم "البايو كمستري"، وعضو مجلس الشيوخ، وقبلها كانت تشغل منصب عميد لكلية العلوم جامعة بني سويف لمدة ثلاثة سنوات.

وإلى نص الحوار،

- كسيدة ناجحة نبدأ بسؤال عن مشوارك المهني فكيف كان؟

بدأ مشواري حين تخرجت من الثانوية العامة شعبة "علمي العلوم" وكان أملي الالتحاق بكلية الطب ولكن قل مجموعي عنها بحوالي 1٪، فألتحقت بكلية العلوم جامعة عين شمس على أمل قضاء عامين دراسيين ثم النقل لكلية الطب، وبالفعل حصلت على تقدير امتياز في العامين وعند نقل أوراقي لكلية الطب، تمسك بوجودي رئيس القسم بكلية العلوم بسبب تفوقي وفرصتي في التعيين بعد التخرج، لدرجة بحثه عن رقم هاتف والدي وقابله وأقنعه بعدم نقلي وأقنعني والدي من بعده، وفي السنة الثالثة كنت مستاءة بشدة من رئيس القسم لأحساسي إنه السبب في تغيير مصير حياتي وحلمي، ولكن دعمني رئيس القسم بشكل كبير وساعدني على التفوق أكثر وهو من الشخصيات المؤثرة بشكل إيجابي في حياتي إلى الأن.

- كيف بدأتِ العمل الأكاديمي؟

تخرجت من كلية العلوم وعُينت مُعيدة بكلية العلوم جامعة القاهرة وبعدها أنتدبت لجامعة بني سويف وأرتبطت بها بشدة ثم أنتهيت من الماچستير، والذي كان موضوعه عن الإدمان والدكتوراة عن "سرطان الثدي " وكنت أتابع في المستشفيات ومعاهد الأورام، ولا أنسى فضل جامعة بني سويف في مساعدتهم لي للتفرغ للجزء العملي في القاهرة، وكنت أقوم بتقسيم وقتي مابين التدريس في الجامعة والجزء العملي الخاص بدراستي وهو ما ساعدني للحصول على الماچستير والدكتوراه في سن صغير.

- ماذا بعد الحصول على درجتي الماچستير والدكتوراة ؟

كثفت العمل على أبحاث للترقي ورفضت العودة لجامعة القاهرة بعد انفصال حامعة بني سويف عنها لحبي للمكان، بعدها سافرت منحة "post doctor search" بأنجلترا وكنت أعمل هناك بوحدة أورام وكانت تجربة ثرية تعلمت منها وأضافت لي الكثير، بعد عودتي ترقيت أستاذ مساعد ثم لدرجة أستاذ وترأست قسم "الكامستري" بالكلية ووقتها كانت أنتهت فترة عمادة العميد السابق لي وتم فتح باب الترشح.

- أحكي لنا كأمرأة عن تجربة عمادتك لكلية العلوم؟

تحمست للترشح لمنصب عميد الكلية، على الرغم من أراء المحيطين حول صغر سني فكان ردي "أنا أخذت خبرة تكفي للمنصب، وأشعر أنني سأقدم المزيد للكلية أثناء فترة عمادتي" وبالفعل عُينت عميد لكلية العلوم بجامعة بني سويف عام 2017 ولمدة 3 سنوات أنتهت في 15 أكتوبر لهذا العام.

وعن تجربتي في العمادة كسيدة، تقبلها البعض والبعض الأخر رفضها واستهزأ بها كوني إمرأة، ولأني كنت أول إمرأة لعمادة كلية في الصعيد ولصغر سني وقتها، كان يحزنني بشدة رفض بعض المحيطين لعمادتي لكوني إمرأة، فكان سؤالهم الدائم "كيف لإمرأة صغيرة السن أن تترأس كل هؤلاء الرجال الأكبر منها سنًا!" لدرجة قال لي أحد الأساتذة يومًا بالنص: "على آخر الزمن ترأسني سيدة!".. ولكن بعد إنتهاء فترة عمادتي كان هذا الأستاذ أشد المتأثرين برحيلي حتى قال لي: "أن فترة عمادتي لم يرى فيها إلا كل الخير والنجاح ".

-هل كان ترشحك وفوزك في مجلس الشيوخ مفاجأة لك ؟

لم يكن مفاجأة، فأنا من عائلة سياسية والدي وأعمامي منذ نعومة أظافري مشاركين في المجالس والحياة النيابية ومجلس الشورى منذ تأسس وأنا أعمامي الدكتور أحمد عبد الحفيظ يلية عمي الدكتور عبد المجيد عبد الحفيظ استمروا في مجلس الشورى إلا أن انحل عام 2011 وأنا سعيدة بعودة المجلس من خلال لعائلتنا.

- كيف كانت نظرة المواطنين لكِ كونك سيدة في مجلس الشيوخ ؟

أنا منشأي بلدة سمسطا ببني سويف وأعتز بها جدًا رغم نزوحنا للقاهرة ولكن يبقى أرتباطنا ببلدنا لإنها الأصل، وفي بداية الأمر كنت أتسال كيف سأنزل لديوان العائلة في بلدتنا وأجلس مع أعمامي وأخوتي وزوجي ونحن لم نكن معتادين على ذلك، ففي عاداتنا تجلس النساء في مكان والرجال في مكان أخر، على الرغم من تواجدي مع زملائي ف العمل بشكل مستمر ولكل لعادات البلد فروض أخرى، وحين بدأت بذلك أكتشفت أن فكرتي كانت خاطئة عن الناس، فنظرة الناس للمرأة أصبح أكثر تطورًا وأكثر حضارية وأكثر تقبل للمرأة.

- ماذا عن دور الدولة لتمكين المراة في الحياة السياسية ؟

تسعى الدولة منذ عام 2014 لدعم وتمكين المرأة في مافة المناحي، ومن الأمور الهامة التي لامستها في مجلس الشيوخ، اختيار أول وكيلة لمجلس الشيوخ "سيدة" وهى الأستاذة فيبي فوزي، وأنا سعيدة جدًا بهذا الاختيار وأشعر بأنها تساندنا دائمًا ومن ضمن أسباب سعادتي أيضًا إنها ليست من حزب الدولة وكانت من محافظة الأسماعلية والنقطة الأهم هي سيدة قبطية وذلك يدحض كل الآراء التي تتحدث عن عدم اختيار الدولة للمسحيين، فالدولة هنا أصبحت منفتحة وتقيم على أساس جودة العمل.

- ما أهم القضايا الحالية التي تخص المرأة من وجهة نظرك ؟

بالتأكيد يأتي العنف ضد المرأة في المرتبة الأولى، أنا متبنية بشكل قوي هذا الملف، وفي البداية طلبت في مجلس الشيوخ دخولي لجنةالتعليم والبحث العلمي بأعتباره مجالي لكني مترددة وأسعى للتغير لأني أفكر بشكل كثير في الأمور التي تخص قضايا المرأة وكيف يمكننا مساعدتها.

وأنا أرى أن ملف العنف ضد المرأة واسع ويشمل الكثير من النقاط مثل العنف الأسري، فإلى اليوم لازالت هناك أسر حتى في الطبقات الراقية تفضل الذكر عن الأنثى في كل شيئ، ثم في طبقات أخرى صادفنا الكثير من الكوارث ضد المرأة مثل التحرش الجنسي والإساءات الجنسية حتى أحيانًا من الأخ لأخته أو الأب لأبنته وهناك العديد من القضايا المدرجة في هذا الشأن وهذا ملف في غاية الخطورة، ثم ناتي لعنف الزوج مع زوجته كالضرب والإهانات المعنوية والمادية، هناك الكثير من أشكال العنف ضد المرأة لا ينحصر فقط في قضايا التحرش الجنسي أو الاغتصاب وأنا أسعى للاهتمام بهذه القضايا.

- هل تطورت نظرة المجتمع للمرأة ؟

بالفعل بدأت نظرة المجتمع للمرأة في التغيير الإيجابي، فمنذ تولي الرئيس السيسي وهو يعمل لصالح المرأة في شتى المجالات، حيث شغلت جميع المناصب، محافظ ووزير، وعميدة، شغلت المرأة العديد من المناصب وكثير من المقاعد للمرأة في البرلمان وكل هذا أنعكس على نظرة المجتمع للمرأة، وأنا أراها نظرة جيدة إلى حد كبير الأن.

- هل يقدم الإعلام صورة واقعية لمشكلات المرأة ؟

الإعلام المسموع والمرئي يقدم صورة واقعية ويقدم مشكلات المرأة وماتعانية في برنامج التوك شو والبرامج الخاصة بالمرأة وهكذا.
أما عن المسلسلات والأفلام، فأنا لي عتاب كبير عليهم، هناك صورة نمطية عن المجتمع في الأفلام تسيئ لهن،إما فئة تعيش في حالة مادية وشكلية صعبة جدًا أو في القصور والڤيلات، وطبعًا هذا خاطئ، فالصورة النمطية عن رفاهية المرأة العالية أو العكس ليست واقعية، المرأة تعمل وتربي أطفالها وتهتم بذاتها وطبيعي جدًا تسكن البيوت ككل بيوت المصريين وليست بصورة الرفاهية المبالغ فيها بالمسلسلات والأفلام.

- ماذا عن القوانين التي يجب وضعها لتسيير مصلحة المرأة ؟

في ذلك الأمر أسعى أولًا للإلمام بالقوانين الحالية لدراستها والمطالبة بقوانين أضافية لتسيير مصالح المرأة، وفي ذلك الأمر أذكر متابعتي مع زوجي وهو مستشار وحاليًا رئيس محكمة استئناف القاهرة ومختص بمحكمة الأسرة، دائمًا نتناقش في قضايا الأسرة والمرأة تحديدًا وضرورة وجود قوانين تجبر على أحترام المرأة، تحديدًا في قضايا النفقة والأطفال وكافة الحقوق.