بقلم فاطمة المزيني: في انتظار التقويم 46
باحث أزهري: ترك التطفل والفضول تقرب إلى الله
الأربعاء 13/أكتوبر/2021 - 06:01 م
مؤمن رمزي
دعا كثير من المشايخ والوعاظ الرجال والنساء إلى الإهتمام بأمورهم وترك شئون الآخرين؛ لأن المنشغل بنفسه ناج من وساوس النفس والشيطان، فتصحبه سلامة الصدر، وراحة القلب والعزوف عن ذمائم الأمور من غيبة ونميمة وتنمر، وترك التطفل والفضول قرب من الله، وقالوا: طريق النجاح صبّ اهتمام وقتك لطاعة الله وذكره سبحانه.
التمسك بالسنّة
قال الشيخ مسعد الشايب باحث في الأزهر الشريف ومن وعاظ وزارة الأوقاف لـ"هير نيوز": إن التمسك بقول النبي صلى الله عليه وسلم هو النفع والنجاة في حديث: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَام المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ".
أحاديث الإسلام
وأوضح " الشايب " أن فضل هذا الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه الإمام الترمذي، وابن ماجة، وغيرهما من أصحاب الكتب الحديثية من رواية سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، هذا الحديث هو ثلثُ الإسلامِ، فقد قال جماعة من أهل العلم: إن الإسلام يدور على ثلاثة أحاديث، هذا الحديث، وحديث: " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ." وحديث: " إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ،وَإِن الْحَرَامَ بَيِّنٌ "
ومنهم من قال: هو ربعُ الإسلام؛ لأن الإسلام يدور على أربعة أحاديث، هذه الثلاثة وحديث: " لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" وقيل: بل رابعها حديث: " ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ".
التدخل فيما لا يعني
وتابع الباحث الأزهري: ويوضح في هذا الحديث أنه من كمال إيمان المرء ألا يتدخل المرء وينشغل في ما لا يعنيه، وما ليس من اختصاصه، أي: لا يكون الإنسان فضوليًا أو متطفلًا، كالتطلع إلى معرفة ما عند الغير من المال والمتاع والمعاش، وهذا الأمر منتشر جدًا في الأرياف، وخاصة في نسائهن، وكالتدخل بين طرفين بدون دعوة، أو حضور أي أمر لا يعنيني وهكذا.
وأشار مسعد الشايب: إلى أن الكلام ينبغي ألا يخرج عن أربعة أمور: إما أن تذكر الله، أو تقرأ القرآن، أو تسل عن علم فتخبر به، أو تتكلم فيما يعنيك من أمر دنياك، وكذلك ينبغي ألا ينشغل بغير الله أو في ما يفيدنا في الدنيا والأخرة.
المتطفلات
وذكر ما قد قيل للقمان الحكيم " ما بلغ بك ما نرى " أي: من الوصف بالحكمة؟ قال: "صدق الحديث، وأداءالأمانة، وتركي ما لا يعنيني". مؤكدا على أن المتطفلات أصحاب فراغ ومعظمهم مقصرات في العبادة، ولو تقربن إلى الله لانشغلن بحالهن.
