حوادث

دموع زوجة أمام المحكمة: رماني مع أطفالي في عز البرد

الخميس 13/يناير/2022 - 02:55 م

محمد علي

من المؤكد أن جميع الأسر بها مشاكل وخلافات، لكن هذه الواقعة مختلفة بعض الشيء، الزوج فعل ما لا يتخيله أحد، وتكشف ذلك بعد أن اختلف الزوجان في الرأي ووقفا أمام بعضهما مثل متصارعين داخل حلبة المصارعة، والتي انتهت بطرد الزوج لزوجته بطفليها، وبملابس خفيفة في البرد القارص وفي توقيت متأخر من شقته، ليتركها في الشارع ولم يرحم توسلاتها، خاصة أن أسرتها من محافظة أخرى بعيدة عنها، ولم يرق قلبه لطفليه الصغيرين، في هذا الجو لتأتي الأحداث بعد ذلك.

البداية

البداية عندما نشبت مشادة بينهما على مصروفات البيت وكانت الزوجة تتهيأ لارتداء ملابسها، وكانت المفاجأة أن زوجها أمسك بها قبل أن ترتدي ملابسها كاملة وطردها من الشقة، أسرع الجيران إليها وقامت إحدى الجارات بإعارتها بعضًا من ملابسها حتى تستطيع العودة إلى أسرتها لأن زوجها رفض بكل توسلات الجيران في أن تدخل شقتها لتأخذ ملابسها وملابس طفليها، الغريب أنه بعد مرور 10 شهور على وجودها في منزل أسرتها أرسل إليها زوجها إنذارًا للدخول في طاعته عندما علم أنها أقامت دعوى للحصول على نفقة وقدمت الزوجة اعتراضًا على هذا الإنذار وقدمت شهودها لإثبات عدم أمانه زوجها على نفسها، فقد طردها من مسكن الزوجية في ظروف عصيبة وفي الجو البرد القارص، وبعد إجراء التحقيق، قضت المحكمة برفض إنذار الطاعة واعتباره كأن لم يكن؛ لعدم توافر أركان الطاعة شرعًا لما حدث من الزوج تجاه زوجته، فقد طردها شبه عارية.

اقرأ أيضًا..

7 ضحايا للقاتل الصامت خلال 48 ساعة.. روشتة للحماية والإسعافات

أركان الطاعة

عاد الزوج من جديد وقام بالاستئناف على الحكم وطلب إلغائه وإلزام زوجته بالدخول في طاعته وقالت المحكمة إنه من المقرر شرعًا أن للطاعة أركانها، ومن أهم هذه الأركان أمانة الزوج على زوجته نفسًا، ومالًا، وإذا انتقض هذا الركن سقط عن الزوجة واجب الطاعة، فلا طاعة للزوج على زوجته إن هو تعمّد بالفعل. تبين لدى المحكم أن الزوج طرد زوجته من مسكن الزوجية في ظروف قاسية وبطريقة غير آدمية، وأن مشهد الزوجة في ذلك التوقيت أقنع المحكمة لتوافر الشرائط القانونية للحكم بعدم الاعتداد بإنذار الطاعة الموجه للزوجة؛ ذلك أن طرد الزوجة من مسكنها ينفي وجود المسكن، كما أن المرأه قد تغفر لزوج أن يضربها امتثالا لأمر الله تعالى بالرضوخ لقوامته عليها، ولكن طردها وطفليها في الجو البرد وبملابس خفيفة أمام أعين الجيران هو أمر لا يمكن لشرع يريد من الزواج إعفاف المرأة أن يقبله، وتم رفض استئناف الزوج.