في اليوم العالمي للعمل الخيري.. الإسلام يسبق الجميع ويرسخ مبدأ التطوع بالمبادرات الوطنية

سبق الإسلام جميع الدساتير العالمية المنظمة للعمل الخيري، وجعل العمل التطوعي من حسن كمال إسلام الشخص، كان ذكرا أو أنثى، كما جعل منه خدمة يثاب عليها المسلم.

ونحن في هذا اليوم نواكب ذكرى اليوم العالمي للعمل الخيري، كان لا بد من توضيح مكانة العمل الخيري والتطوعي ودوره في الإسلام، وكيف جعله وسيلة لتقدم الأوطان.

من الأعمال الصالحة

لا يختلف إثنان على أن العمل الخيري والتطوعي من الأعمال الصالحة التي كفلها الإسلام وجعل لها ثوابا عظيما يثاب عليه المتطوع، فهو يرسخ مبدأ التكافل والتراحم الذي به يكون المسلم أخا للمسلم.

وقد أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى، بأن العمل الخيري والتطوعي، أيا كانت صورته من الأعمال الصالحة التي يثاب عليها الإنسان وتقربه من الله تعالى، معتبرا أن العمل التطوعي والخيري يرسخ معنى التعاون والتكافل بين المجتمع.

وأشار المركز، إلى أن الإسلام سبق غيره من القوانين المنظمة للعمل الخيري في العالم، وهذا ثابت بحديث النبي، والذي قال فيه: "على كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: "فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: "فَيُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، قَالَوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَة".

وبين الأزهر، في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري، إن تراحم العباد وتسامحهم فيما بينهم من أفضل أخلاق الإسلام التي دعا إليها الرسول الكريم، وخصها بعظيم الأجر؛ فبهما تسود المحبة والألفة والتعاون بين جميع الناس.

تعليم الصغار معنى التطوع

كما طالب الأزهر الشريف، بضرورة نشر ثقافة العمل الخيري والتطوعي، وخاصة بين للأطفال والشباب؛ لتربيتهم وتنشئتهم عليه، وذلك من أجل تحصنهم من العنف والتطرف، وغرس تحمل المسئولية والتعاون وحب الخير للغير لديهم منذ الصغر.

ودعا الأزهر، جميع الجهات التي تتعامل مع الأطفال والشباب إلى تدريبهم على العمل الخيري والتطوعي ليتعود الطفل والشاب على العطاء والتسامح وتقبل الآخر.

العمل الخيري وبناء الوطن

أما دار الإفتاء المصرية، فقد أكدت على أن الإسلام دعا غلى ضرورة الإسهام في الأعمال الخيرية والتطوعية خاصة التي تكون خالصة لله وتقوم على بناء الوطن، عملا بقوله تعالى: "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

ولفتت الإفتاء إلى أن الإسلام طالب أتباعه على ألا يكونوا بمعزل عن الشعور بوطنهم أو غير مشاركين في حركة بنائه وتعميره، وقد ضرب النبي مثل المؤمنين بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

ودعت الإفتاء، إلى المشاركة في العمل التطوعي في المبادرات التي ترعاها الدولة ويحتاج إليها الإنسان لعمارة الأرض وتنمية المجتمع أمر واجب وذلك لنشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين.

اقرأ أيضًا..

دور الأم تريزا يدفع العالم للاحتفاء بـ«اليوم العالمي للعمل الخيري»