الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

مُستخدِمة الطين.. تشكيلية يمنية ترسم جراحات وأوجاع وطنها في لوحات فنية ساحرة

السبت 17/سبتمبر/2022 - 10:13 م
هير نيوز

بأناملها الرقيقة وحسها الفني المرهف ترسم من الوحل والطين لوحات فنية آسرة.. تنبض رغم جمالها وسحرها بآهات وأوجاع مجتمع يئن تحت وطأة جحيم من الصراع المتواصل منذ قرابة ثماني سنوات، أسفر عن أسوأ أزمة انسانية في العالم وفقا لمنظمة الأمم المتحدة.

 


 

إنها الفنانة اليمنية أمل فضل.. التي تُشكّل من الطين أعمالًا بديعة على هيئة منحوتات ، تنبئ بأبلغ اللغات عن قضايا وأوجاع أمة مزقتها الحروب وعصفت بأحلامها الشدائد والمحن.

 



هواية منذ الصغر


تقول أمل لـ"هير نيوز" وهي في العقد الرابع من العمر: إن الرسم هواية رافقتها منذ كانت طفلة صغيرة، غير أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة وخصوصا منذ العام 2015 ساهمت في إحداث نقلة نوعية في موهبتها وإذا بأعمالها الفنية الطينية تروي حكايات ومشاهد متعددة عن الوطن الجريح ومعاناة شعبها الموجوع.
 




وأضافت في حديثها لـ "هير نيوز" أن والدها كان أول من شجعها ووفّر كل احتياجاتها لتبرع في فن النحت والرسم بالطين، قبل أن تتعرف على كثير من الفنانين والمختصين في هذا المجال، من خلال مشاركاتها في العديد من المعارض الثقافية في صنعاء، ولا تزال كما تقول تحاول تنمية هذه الموهبة باستمرار.





يظهر بوضوح لمن يشاهد أعمال أمل الفنية، أنها تحاكي إلى حد كبير، واقع اليمن والكثير من هموم اليمنيين وتجسّد بحسب التشكيلي اليمني كمال بكّار صورًا من مآسي وتداعيات الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشرّدت الملايين من منازلهم.
 



احتراف الرسم


تحمل أمل فضل شهادة البكالوريوس في علوم الأحياء من جامعة صنعاء وكذلك درجة الماجستير في مجال التنمية الدولية والنوع الاجتماعي، لكن ذلك لم يشغلها عن موهبتها الرئيسية وتحرص كما تقول على ممارسة الرسم والفن التشكيلي بصور عديدة وفي مقدمة ذلك النحت بالطين، وتقول إنها لم تكن تخطط في البداية لاحتراف الرسم غير أن هذه القناعة تغيرت في العام 2005 عندما قادتها الصدفة الى اللقاء بالدكتورة والفنانة التشكيلية اليمنية الشهيرة آمنة النصيري.

وكانت حينها تشغل أستاذ الرسم بقسم الجرافيكس بكلية المجتمع بصنعاء؛ ليشكل اللقاء منعطفًا مهمًّا في حياتها المهنية؛ إذ قدمت النصيري كل أشكال الدعم والمساندة المعنوية وقادتها إلى التعرّف على الكثير من روّاد الفن التشكيلي في اليمن ومن ثم المشاركة في عدد من المعارض التي أقامتها وزارة الثقافة اليمنية بعد ذلك.




إمكانيات محدودة وصعوبات كبرى


لم تلق أعمال الفنانة أمل فضل ما تستحق من الاهتمام والترويج والانتشار، والسبب في ذلك كما تؤكد محدودية الإمكانيات واقتصار مشاركتها الضئيلة على المعارض المحلية، ناهيك عن الأوضاع الطارئة التي تمر بها اليمن في ظل الحرب وتداعياتها على الحياة العامة؛ لذلك تعتمد في نشر أعمالها الفنية على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا فيس بوك وإنستجرام، وعادة تحظى باهتمام واسع من الجمهور، لكن ذلك حسب رأي أمل لا يرقى إلى مستوى طموحاتها.





توضح أمل فضل بأنها مرت بالعديد من الصعوبات الكبرى التي أجبرتها على تعليق ممارستها للرسم بشكل مؤقت وخصوصًا في العام 2015 حين اندلعت الحرب، لكن حالة الخوف والفراغ التي شعرت بها في تلك الفترة دفعها إلى العودة بقوة الى سابق عهدها لممارسة الرسم؛ حيث حظي النحت بالطين هذه المرة حيزا أكبر من اهتمامها، ورأت فيه أفضل الوسائل للتعبير عن الواقع اليمني وآهاته، فهذا النوع من الرسم كما تقول أكثر طواعية وسلاسة، يمكن من خلاله التعبير عن الفكرة والرسالة التي تحملها كل لوحة؛ حيث تتطرق الأعمال إلى العديد من قضايا المجتمع، ومنها على سبيل المثال قضايا التحرش ضد النساء، ومحاولات بعض الاطراف تهميش وتغييب دور وعقل المرأة، ناهيك عن تصوير نتائج الحرب الكارثية.





تبقى الفنانة أمل واحدة من آلاف اليمنيات المبدعات اللائي يأملن تغيير حياتهن إلى الأفضل، ويتطلعن للتغيير الإيجابي والانطلاق صوب الغد بروح تعشق الحياة رغم كل التحديات والمصاعب.



ads