مذكرات زوجة «دوستويفسكي» تكشف أسرار مُثيرة للروائي الشهير

أعلن المركز القومي للترجمة عن صدور الطبعة الثانية من كتاب "مذكرات زوجة دوستويفسكي" لكاتبته "آنا جريجوريفينا"، وهي زوجة الروائي الروسي الشهير "فيودور دوستويفسكي"، عملت لديه قبل زواجها منه كموظفة تكتب له رواياته، كونه لم يكن قادرًا على التدوين بنفسه، وتحدثت "آنا" عن ذلك في مذكراتها بأسلوب بسيط وسلس.
ولقد شهدت "آنا" مراحل مهمة من حياة "ديستوفيسكي"، وتصف بدقة انفعالات الكاتب وطقوس كتابة رواياته، ومعاناته في نشرها في الصحف وتتحدث عن مشاريعه الروائية وأسفاره خارج روسيا، كما تعرض لعلاقته بأدباء عصره ونقاده ومنهم: "تورجينييف" و"تولستوي" و"بيلينسكي"، وعن مناسبة احتفائه الكبير بالشاعر "بوشكين" وصولاً إلى اللحظات الأخيرة في حياة الكاتب "دوستويفسكي" ووفاته.
ومما ذكرت أنه عمل في مجلته مدققًا ومصححًا لغويًا، وعلى الرغم من مرضه بالصرع الذي سبب له مشاكل كثيرة في عمله وحياته، فإنه استمر في عمله، وعلى الرغم من معرفتها بمرضه وأحواله القاسية، فإنها اتفقت على الزواج منه؛ لأنها قبل أن تعرفه كانت تحلم بلقائه فقط، وإذ بها تصبح زوجته وتنجب أطفالها منه.
كما ذكرت، أنه كان يحب الوحدة وكان الجميع يظنونه كئيبًا، بينما كان مرحًا ومحبًا للخير والفضيلة، وحتى في وصفها لبيته تجعلك تتخيل مدى العزلة والوحدة التي كان يعيشها.
كما أنه كان فقيرًا ومديونًا ومحاطًا بأصدقاء، حيث قالت "آنا" عنه وعن أصدقائه: "كان بالإمكان تجنب نصف هذه المعاناة لو كان ثمة بين أصدقاء زوجي أناس طيبون، كيف استطاع أولئك الذين كان فيدور ميخائيلوفيتش يعتبرهم أصدقاءه، والذين كانوا يعرفونه أن يتركوه وحده، وللأسف أنه لم يعثر بين أصدقائه، على إنسان طيب واحد رغب في التضحية بوقته وتقديم الخدمة الحقيقية له.
وتابعت: "كانوا كلهم يشفقون عليه ويتعاطفون معه، ولكن كل ذلك كان مجرد كلام في كلام في كلام، إنني أفكر بمثل هؤلاء الأصدقاء, وبمثل علاقات الصداقة هذه وأنا أشعر بمرارة الأسى على فيدور ميخائيلوفيتش".