غرزة الزوج.. انتهاك خفيّ للمرأة تحت غطاء الطب.. ماذا يحدث بغرف الولادة؟

تجرى في بعض المستشفيات حول العالم، ممارسة طبية مثيرة للجدل تُعرف باسم غرزة الزوج، وهي إضافة غرزة إضافية بعد الولادة الطبيعية بدعوى جعل المهبل “أضيق” لضمان “راحة الزوج” أثناء العلاقة الجنسية، وغالبًا من دون علم أو موافقة المرأة.

ما هي غرزة الزوج؟
تحدث هذه الممارسة وهي غرزة الزوج بعد الولادة، حين يقوم الطبيب (أو الطبيبة أحيانًا) بإضافة غرزة تجميلية إضافية في منطقة المهبل، ليس لأسباب طبية أو علاجية، بل لأسباب جنسية بحتة تتعلق برغبة الزوج أو معتقدات خاطئة عن “الأنوثة” و”المتعة”.
فيما تصف منظمات حقوق الإنسان هذه الممارسة بأنها انتهاك صريح لجسد المرأة وكرامتها، لأنها تتم دون موافقة صريحة أو وعي كافٍ من المريضة، مما يجعلها نوعًا من العنف الطبي القائم على النوع الاجتماعي.
بينما تقول بعض النساء اللواتي خضعن لممارسة غرزة الزوج دون علمهن إنهن عانين من آلام مزمنة أثناء العلاقة، وصعوبة في التبول أو الجلوس، واضطرابات نفسية نتيجة الإحساس بالإهانة والخذلان.

خلف المعتقد
تعكس غرزة الزوج ثقافة مجتمعية تعتبر أن جسد المرأة يجب أن يُهيّأ لإرضاء الرجل، حتى في أدق وأخطر اللحظات الطبية. بينما يتجاهل هذا المفهوم تمامًا فكرة الحق في الجسد والموافقة والراحة النفسية والجسدية للمرأة نفسها.
في السنوات الأخيرة، أطلقت حملات توعية على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #StopTheHusbandStitch، تطالب بوضع سياسات واضحة تمنع هذا الإجراء، وتدعو النساء إلى سؤال أطبائهن صراحة عن أي غرز إضافية بعد الولادة، والتأكيد على ضرورة الموافقة المسبقة والمستنيرة.

بينما يشدد الأطباء والناشطات في مجال الصحة النسائية على أن الطب يجب أن يكون أداة شفاء لا وسيلة تحكّم، وأن العناية بعد الولادة يجب أن تركز على راحة الأم وتعافيها الجسدي والنفسي، لا على أي اعتبارات أخرى مثل غرزة الزوج.
فيما تعد غرزة الزوج ليست مجرد إجراء طبي خاطئ، بل رمز لثقافة تحتاج إلى تصحيح — ثقافة تضع رغبات الرجل فوق سلامة المرأة. والمطلوب اليوم ليس فقط التوعية، بل تغيير المفاهيم وضمان حق كل امرأة في المعرفة، والموافقة، والجسد الآمن.