السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

باحث يرصد أسرار السيدة مريم والمسيح في القرآن

الجمعة 03/سبتمبر/2021 - 10:14 م
هير نيوز

 تحظى السيدة مريم في القرآن الكريم بحضور لا يغيب بروح وريحان وطيب ذات هيبة وقداسة ومقام عال رفيع.


تناول السيد حامد الباحث في الشأن الإسلامي الإعجاز العلمي في قول الله تعالى على لسان السيدة مريم عليها السلام: {قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر}، وقوله تعالى على لسان السيدة مريم أيضًا: {قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا}.


الغلام والصبي

يطرح الباحث في كتابه (من روائع البيان في القرآن.. بلاغة التنزيل ودقة النظم المبين) عدة تساؤلات تتعلق بالآيتين الكريمتين: لم جاء على لسان مريم عليها السلام في سورة آل عمران: {أنى يكون لي ولد}، وفي آية سورة مريم: {أنى يكون لي غلام}؟


ولم زادت مريم عليها السلام في الآية الأولى: {ولم أك بغيا}؟


والجواب أن "الغلام" يطلق على الصبي من حين أن يولد إلى أن يشب، ويطلق على الرجل مجازا. والولد: كل من يولد، ففي سورة مريم: جاءها الملك بعد أن تمثل لها بشرًا سويًّا وبشرها بقوله: {إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا} مريم: ١٩.


وعلى نفس سياق البشرى (بأنه غلام) قالت: (أنى يكون لي غلام).


وعلى هذا النهج القرآني في البشرى قال نبي الله زكريا عليه السلام: {قال رب أنى يكون لي غلام} آل عمران: ٤٠.


قال (غلام)؛ لأن الملائكة بشرته بيحيى عليه السلام، وأنه سوف يكبر حتى يكون سيدًا وحصورًا ونبيًّا من الصالحين، قال سبحانه: {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين}، آل عمران: ٣٩.


أما في سورة آل عمران: ولما كانت بشارة الملائكة لمريم عليها السلام بعيسى عليه السلام، خلت من التصريح بأنه سيكبر حتى يصير غلاما؛ حيث جاءت البشارة بقول الملائكة: {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}، {ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين}، آل عمران: ٤٥ و٤٦.


فهذه الآية ذكرته وهو في المهد، وكذلك وهو كهل، ولم تذكر مرحلته وهو غلام؛ لذلك قالت مريم عليها السلام: {قالت رب أنى يكون لي ولد}، وزادت مريم بقولها: {ولم أك بغيا}، عندما تمثل لها الملك بشرًا سويًّا، واستعاذت بالله منه.


أما في الآية الثانية فهي تناجي الله سبحانه وتعالى: {قالت رب أنى يكون لي ولد}، فلم تذكر: {ولم أك بغيا} فالله سبحانه وتعالى هو الأعلم بطهرها.


إعجاز الترتيب المصحفي

ولننظر إلى الترتيب المعجز لسور القرآن فيما نحن بصدده، فلقد جاء ذكر الولد وهو المرحلة الأولى للنشأة في قولها: {أنى يكون لي ولد} في سورة آل عمران، والتي تسبق سورة مريم في الترتيب المصحفي، والتي جاء فيها المرحلة العمرية التالية وهي الغلام في قولها: {قالت أنى يكون لي غلام}.

اقرأ أيضًا..

الأقباط يحتفلون بعيد السيدة العذراء

ads
ads