مدينة السلطان هيثم تفوز بجائزة مرموقة في المناظر الطبيعية
فاز تصميم المناظر الطبيعية للمرحلة الأولى من مدينة السلطان هيثم بالمركز الثاني ضمن فئة "الرؤى المستقبلية قيد التطوير" في جوائز الشرق الأوسط للمناظر الطبيعية 2025، وذلك في حفل أقيم فى أبوظبي، بمشاركة مشاريع بارزة في تصميم المدن والمشاريع العمرانية المستدامة على مستوى المنطقة.
ويعكس المشروع رؤية حضرية متكاملة طُوِّرت بالشراكة بين "إل دبليو كي بارتنرز" و"ماينهارت"، وتقوم على إعادة توظيف الوادي المركزي ومحاور الحركة الخضراء لتشكيل منظومة بيئية نابضة بالحياة داخل المدينة، بحيث تصبح الطبيعة جزءًا أصيلًا من البنية التحتية للمكان، وقد جرى تطوير هذه المنظومة عبر شبكة مترابطة من المسارات المظللة والمناطق المفتوحة وممرات المشاة والدراجات، بما يتيح استخدام الفضاءات العامة على مدار اليوم، مع تبني حلول مناخية ذكية تشمل مظلات أشجار يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، ومسارات باردة تستفيد من حركة الرياح وتحليل مسارات الشمس لخلق بيئة حرارية ملائمة للاستخدام اليومي.
ويمتد هذا النهج ليؤسّس الإطار العام للبنية الخضراء الشاملة للمدينة عبر مراحل التطوير المتتالية، من خلال نظام بيئي واسع يضم الحديقة المركزية، والحدائق المجتمعية، والمسار الأخضر الذي يربط بين الأحياء والمناطق الطبيعية المحمية وأحزمة التنوع الحيوي، ووفق المخطط العام، تتجاوز المساحات الخضراء في المدينة 2.9 مليون متر مربع، بما يجعل الفضاءات العامة مكوّنًا جوهريًا في نمط الحياة اليومية، وعاملًا محوريًا في تعزيز جودة التجربة العمرانية للسكان.
كما يعتمد المشروع نهجًا مستدامًا منخفض الكلفة التشغيلية يمتد لعقود، إذ تستخدم شبكات الري تقنيات منخفضة الاستهلاك، إضافة إلى استخدام المياه المعالجة وتشغيل جزء من منظومة الري بالطاقة الشمسية، الأمر الذي يسهم في خفض استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين 40% و60% مقارنة بالأنظمة التقليدية، كذلك جرى تصميم الوادي ليستوعب جريان مياه الأمطار ويزيد من نفاذية التربة، ما يخفف الضغط على شبكات التصريف التقليدية ويعزز إدارة الموارد الطبيعية داخل الموقع.
وتعزّز منظومة النقل في المدينة التحوّل نحو تنقّل منخفض الانبعاثات عبر شبكة مترابطة من المسارات الخفيفة التي تتيح الحركة سيرًا على الأقدام، وركوب الدراجات، ووسائل التنقّل البسيطة، بما يسهم في تقليل الاعتماد على المركبات الخاصة والحد من الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.
وفي جانب المواد والبناء، يعتمد المشروع على مواد طبيعية طويلة العمر مثل الحجر العُماني والبلاطات الطبيعية، إلى جانب إعادة تدوير نسبة كبيرة من نواتج الحفر وإعادة استخدامها داخل الموقع في أعمال الردم والتشكيل الأرضي، الأمر الذي يسهم في تقليل المخلفات وخفض الانبعاثات الناتجة عن عمليات النقل والاستخدام المفرط للمواد الجديدة.
وأكد عبدالحميد العدوي المهندس المعماري المتخصص في تصميم المناظر الطبيعية بالمكتب التنفيذي لمشاريع المدن المستقبلية بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: "هذا الفوز يعكس التطور الذي وصلت إليه تصاميم مدينة السلطان هيثم، التي تنتهج التوازن بين الهوية العُمانية والاحتياجات الحضرية الحديثة، إضافة إلى أن التصميم يحوّل الوادي والمحاور الخضراء إلى منظومة حضرية حية توفر الظلال ومسارات المشي والدراجات باستخدام حلول منخفضة الصيانة ونباتات محلية تعزز التنوع الحيوي، بما يسهم في جودة الحياة ويجعل البيئة العمرانية أكثر ملاءمة للعائلات والمجتمع".
ويعد هذا الإنجاز خطوة تعزز موقع مدينة السلطان هيثم كمشروع حضري رائد في المنطقة، ويتماشى مع توجه سلطنة عُمان نحو بناء مدن مستقبلية تدمج الإنسان بالطبيعة والاقتصاد، وفق مبادئ الاستدامة والتنمية الحضرية المتوازنة.