الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إعجاز اللغة في القرآن (2).. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا

الجمعة 24/سبتمبر/2021 - 11:16 ص
هير نيوز

آيات القرآن فيها عبر ومواعظ، ولغته وحدها معجزة كونية منذ أن أنزل الله كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحتى قيام الساعة، شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للموقنين وذوي البصيرة.

وكثير من الآيات يأخذها البعض على ظاهرها، يكون فهمهم مخالفا لتفسيرها الصحيح، ولكن معرفة الصواب يولد لذة ودلالة على عظمة كتاب الله البليغ.

ففي سورة البقرة يقول الله تعالى: (ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ)، والظن هنا ليس بمعنى الشك وإنما اليقين، وهذه من الاستعمالات العربية التي قل تداولها في هذا العصر. وفي السورة نفسها يقول: (وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ) أي يتركونهن على قيد الحياة ولا يقتلونهن كفعلهم بالصبيان، وليس من "الحياء" بمعنى الخجل.
 
كما في قوله تعالى: (وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَآءً وَنِدَآءً)، يظن بعض الناس أن الله شبه الكفار بالراعي (الناعق بالغنم)، والصواب أن الله شبه الكفار بالبهائم المنعوق بها، والمعنى أن الكفار كالبهائم التي تسمع أصواتا لا تدري ما معناها. وقوله تعالى في سورة النساء: (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍۢ) والذرة هي النملة الصغيرة، وقيل ذرة التراب، وليست هي الذرة كما في التصور الفيزيائي والكيميائي الحديث، فهذا اصطلاح حادث للذرة لم يكن مقصودا القرآن، وإن صح المعنى".
 
وقوله تعالى: (وَأَلْقَوْاْ إِلَى ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ)؛ أي انقادوا لكم طائعين مستسلمين، وليس المراد: ألقوا إليكم تحية السلام. بخلاف قوله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ ألقى إِلَيْكُمُ السلام لَسْتَ مُؤْمِنًا) فهي تعني إلقاء التحية أي قول السلام عليكم.
 
وكذلك قول الله تعالى: (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ) أي إن خفتم أن يعتدوا عليكم فيجوز لكم قصر الصلاة، فـ"يفتنكم" هنا بمعنى يخيفكم وليس يضلكم عن دينكم. وقوله تعالى: (يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍۢ مِّنَ ٱلرُّسُلِ) فالفترة هنا بمعنى الفتور وليس المدة، وذلك أن بين محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام قرابة الستمائة سنة، وهي مدة فتور وانقطاع من الوحي، فالفترة تعني: سكون بعد حركة.

اقرأ أيضًا..

ويفهم البعض خطأ قول الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ) بأنها أمر بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصواب: أنه لا تضركم ذنوب غيركم ما دمتم ملتزمين بالعمل الصالح، وروي حول هذا المعنى عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم مثل أبي بكر، وابن عمر، وأبي ثعلبة الخشني وغيرهم.

ads
ads