الخميس 09 مايو 2024 الموافق 01 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

لماذا لم تساوي الشريعةُ الإسلامية الرجل والمرأة؟.. «الإفتاء» ترد

الخميس 11/أغسطس/2022 - 11:06 م
هير نيوز

ورد سؤال إلى دار الإفتاء قد يكون الأكثر إثارة في كل العصور منذ عهد الإسلام، فمن الناس من يتحدث فيه دون معرفة، ويقولون إن الإسلام لم يساوي بين الرجل والمرأة، بل ظلم المرأة وقيد حريتها.

والعاقل المتدبر الذي يكلف نفسه ويقرأ أقوال الفقهاء وعلماء تفسير القرآن في المسائل التي تتعلق بفقه المرأة يجد أنها متساوية مع الرجل في أمور كثيرة، على خلاف ما يراه الناس.

وحتى نستبين الحقيقة في هذا الأمر كان لزاما علينا أن نوجه سؤالنا لدار الإفتاء المصرية، والتي أكدت في هذا الجانب، بأن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية.

وأن ما يبدو في الظاهر من عدم وجود تساوٍ بين المرأة والرجل في بعض الأمور، لا يرجع إلى وجود تفضيل بينهما على أساس الجنس، وإنما هي أسباب وأسس موضوعية من أهمها تباينهما في الوظائف والخصائص.

وأوضحت الدار بأن هذا ما يجعل العدل لا يتحقق عند المساواة بينهما، والشريعة الإسلامية حين تمنح الرجل شيئًا لا تمنحه للمرأة، فإن ذلك لا يكون على أساس من التفضيل الجنسي، وإنما لكونه واجبًا يقع على عاتقه تكلفه به، وهذا لا يعني تفضيل الرجل على المرأة، كما لا يعني أيَّ انتقاص من حقوق المرأة.

وتابعت الدار بأنه إذا كان المقصد للمساواة هو تحقيق العدالة، فإن العدل هو الأساس الراسخ، والأصل الثابت من أصول شريعة الإسلام، وليس أدلَّ على ذلك من أنَّ إرسالَ الرسل عليهم الصلاة والسلام وإنزال الكتب السماوية كان الهدف منهما إقامة العدل، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.

وشددت الإفتاء على أن الشريعةُ الإسلامية ساوت بين الرجل والمرأة في أصل الخلقة، وفي القيمة الإنسانية؛ حيث خلقهما الله تعالى من أصلٍ واحدٍ، وطينةٍ واحدة من غير فرقٍ بينهما في الأصل والفطرة.

فلا فضلَ لأحدهما على الآخر بسبب عنصره الإنساني وخلقه الأول، فالناس جميعًا ينحدرون من أب واحد وأم واحدة، قال الله تعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا﴾.

كما تقرَّر في ميزان الشريعة أنَّ المرأة مساوية للرجل في تحمُّل مسؤولية أعمالها، قال تعالى: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾، حيث فرض الله عز وجل عليها القيام بالتكاليف الشرعية.

فإذا استجابت لأمر الله تعالى حمدت وأثيبت على ذلك، وإن أعرضت عن أمره سبحانه وأساءت ذُمَّتْ وعُوقِبَت على ذلك السوء، قال الله عز وجل: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.

اقرأ أيضًا..

ads
ads