الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

هل إدخال الأم المريضة بالزهايمر في مصحة نفسية عقوق؟ علي جمعة يجيب

الجمعة 16/يونيو/2023 - 11:32 ص
مريضة الزهايمر
مريضة الزهايمر

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا جاء فيه: "سيدة تبلغ من العمر حوالي خمسة وأربعين سنة، وأصيبت بضمورٍ شديد في خلايا المخ، وأيضًا أُصِيبَت بمرض الزهايمر، كما أصيبت بِعدَّةِ جلطات بالمخ، وصار عمرها الذهني أو العقلي الآن حوالي سنتين ونصف أو ثلاث سنوات على الأكثر؛ حيث بدأت في مرحلة التبول غير الإرادي، حتى إنها لا تستطيع التحكم في كميات الطعام التي تتناولها؛ حيث تتناول أي شيء من الطعام دون تمييز للكميات، وحدث أكثر من مرة أن تناولت كميات كبيرة من الأدوية وحامض الفنيك، وبسبب هذا ذهب بها أهلها أكثر من مرة لمراكز السموم. وعندها بنتان توءمتان تبلغان من العمر حوالي خمسة عشر عامًا، وقد بدأت بالتعدي عليهما بالضرب والعنف من تقطيع شعرهما إلى ما شابه ذلك من أمور العنف. فهل إيداعها في مصحة -وهي بهذه الحالة- يعتبر من العقوق أو من قطع صلة الرحم؟ أم يجوز إيجار شقة خاصة لها؛ حيث تقوم ممرضة برعايتها ورعاية مصالحها". 

 

حكم إدخال مريضة الزهايمر مصحة نفسية

ويجيب عن ذلك السؤال، فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي الجمهورية السابق، والذي قال: إذا كان الحال كما ورد بالسؤال: فإن إيداع تلك المريضة في مستشفًى أو مصحة متخصصة في علاج مثل هذه الحالة لا يُعَدُّ عقوقًا ولا قَطعًا لصلة الرحم، ولا مانع من عزلها في شقة خاصة تحت رعاية ممرضة متخصصة إن كان في ذلك مصلحة للمريضة وأهلها، بل إن كانت الرعاية الصحية والسلوكية كافية يكون ذلك أفضل من المَصَحَّة. 




بر الوالدين

وكان الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال في فتوى سابقة إن بر الوالدين تكليف من المولى عز وجل وليس أمراً مبنياً على المقابلة.
وعليه فإن من يعق والديه ينزل تحت طائلة قول النبي صلى الله عليه وسلم "كُنَّا عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فقال: ألَا أنبِّئُكم بأكبَرِ الكبائرِ -ثلاثًا-: الإشراكُ باللَّهِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، وشَهادَةُ الزُّورِ -أو: قَولُ الزُّورِ".





وأما عن ظلم الوالدين لأبنائهما أكد وسام أن جميع الناس موقوفون امام المولى عز وجل وسيحاسب كلٌ على عمله وقد قال الرسول صل الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته

قال تعالى وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء: 36] .

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الأنعام: 151]

_قوله صلى الله عليه وسلم "إنَّ اللهَ يُوصيكم بأمَّهاتِكم -ثلاثًا- إنَّ اللهَ يُوصيكم بآبائِكم، إنَّ اللهَ يُوصيكم بالأقرَبِ فالأقرَبِ  " .

قالت دار الإفتاء، إن بر الوالدين والقيام على خدمتهما عند كبرهما والنفقة عليهما سبب لدخول الجنة فكان بر الأم أعظم من الجهاد.

وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن المحافظة على بر الوالدين بصفة مستمرة أفضل الأعمال، مشيرة إلى أنه لا يفعل ذلك إلا الصديقون.

بر الأم وفضلها على أبنائها

وتابعت: ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريف التى تحث على بر الأم لفضلها على أبنائها، وجعل الله تعالى ورسوله الكريم جزاء من يبر أمه هو الجنة، فكان بر الأم أعظم من الجهاد، كما ورد فى أحاديث الرسول ومنها: ما رود عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه- قَالَ: «سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَت: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قَالَ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ»، رواه البخارى.

ما عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة ؟ حث الشرع الحنيف على بر الوالدين ورغب فيه، وحرم عقوق الوالدين وعده من كبائر الذنوب، وجاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة حاثّةً على البرّ ومحذّرةً من العقوق في حقّ الوالدين في مواطن كثيرةٍ.


حكم بر الوالدين

وأوجب اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلولِدَين إِحسَانًا إِمَّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ ٱلكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا» (الإسراء: 23، 24).

وقَرَنَ الله تعالى بر الوالدين بعبادته، وقرن عقوقهما بالشرك به سبحانه؛ قال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» (النساء: 36)، وقَرَن الشكرَ لهما بشكره سبحانه وتعالى بقوله: «أَنِ ٱشكرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيكَ» [لقمان: 14]، وأكد على ذلك كلِّه حتى في حال أمرهما لولدهما بالشرك؛ قال تعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيس لَكَ بِهِۦ عِلم فَلَا تُطِعهُمَاۖ وَصَاحِبهُمَا فِي ٱلدُّنيَا مَعرُوفا» (لقمان: 15).

وامتدح اللهُ تعالى سيدَنا يحيى عليه السلام قال: «وَبَرَّۢا بِوَالِدَيه وَلَمۡ يَكُن جَبَّارًا عَصِيّا» (مريم: 14)، وإنما لَم يأمر الوالدين بمِثل ذلك للاستغناء بالطبع عن الشرع؛ فعلاقة الوالدين بولدهما هي علاقة طَبَعِيَّة جُبِلَت عليها الفطرة السوية.

ads